الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

دور المسجد التربوي للأقلية المسلمة في فرنسا


المملكة العربيـــــــــــة السعودية


   وزارة التعليــــم العالـــــي

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

 كليــــة الدعـــوة وأصول الدين

     قسم التربيــــــــــــــــة

     (البرنامج المسائي)

 

 

 

دور المسجد التربوي والتعليمي للأقلية الإسلامية في فرنسا

 

إعداد

الطالب عبدالواحد بن رجاءالله الحبيشي

 

مرحلة الدكتوراه

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

العام الدراسي 1433 /1434هـ

 

مقرر التربية والتعليم للأقليات المسلمة

 

 

 

مقدم

لفضيلة الدكتور/ عيد بن حجيج الجهني

الأستاذ المشارك بقسم التربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

 

 

 

محتويات الموضوعات

 

الموضوع
 
رقم الصفحة
محتويات الموضوعات
2
الشكر والتقدير
3
ملخص الدراسة
4
المقدمة
5
تحديد مشكلة  الدراسة
6
أسئلة الدراسة
6
أهداف الدراسة
7
أهمية الدراسة
7
حدود الدراسة
9
خطة البحث
10
منهج الدراسة
10
الفصل الأول: المسلمون في فرنسا وفيه مبحثان:
 
المبحث الأول: الوجود الإسلامي في فرنسا.
12
المبحث الثاني: الوضع الثقافي والاجتماعي للمسلمين في فرنسا.
17
الفصل الثاني: مساجد الأقلية الإسلامية في فرنسا ثلاثة مباحث:
 
المبحث الأول: أهمية المسجد في الإسلام.
20
المبحث الثاني: الخدمات التربوية التي يقدمها المسجد في فرنسا.
23
المبحث الثالث: المساجد في فرنسا.
27
الفصل الثالث: دعم الأقلية الإسلامية في فرنسا لمواجهة التحديات .وفيه مبحثان:
 
المبحث الأول: التحديات التي تواجه الأقلية الإسلامية في فرنسا.
36
المبحث الثاني: جهود المملكة العربية السعودية في دعم الأقلية الإسلامية في فرنسا.
37
   الخاتمة 
45
نتائج وتوصيات الدراسة
45
مقترحات الدراسة
46
فهرس المصادر والمراجع
48

 

 

 

شكر وتقدير:*

 

وفي نهاية  هذه الدراسة أشكر الله عز وجل على نعمه الكثيرة، ومنها: نعمة تيسير إنهاء هذه الدراسة، وكذلك أشكر والديّ الفاضلين اللذين كانا سبباً في وجودي - بعد الله جل وعلا -، كما أتقدم بالشكر للقائمين على الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الذين أتاحوا لنا هذه الفرصة الطيبة للبحث والدراسة في موضوعات حيوية تخص المسجد ودوره التربوي للأقلية الإسلامية في فرنسا،وأخص بالشكر والتقدير فضيلة الدكتور عيد بن حجيج الجهني أطال الله عمره وغفر له ولولديه وبارك له في وقته وماله، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته.

 كما أشكر كل من مد يد العون لي، ووجهني وأعانني بأي شكل من أشكال العون والمساعدة خلال فترة إعداد هذه الدراسة. سائلاً الله عز وجل أن يجزيهم عني خير الجزاء، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ملخص البحث :

 

          إن هذا البحث يحاول أن يلقي الضوء على الوجود الإسلامي في فرنسا وبعض مساجدها وما تقدمه من خدمات للجالية المسلمة هناك والدور التربوي التعليمي لأبناء المسلمين للحفاظ على لغتهم العربية لغة القرآن الكريم للمحافظة على الهوية الإسلامية لأنهم يعيشون في مجتمع مختلف اللغة والعقيدة والعادات والتقاليد والأفكار ، وهذه المساجد توفر لأبناء الجالية المسلمة الجو الإيماني الذي يساعدهم على العيش في مجتمع تتلاحم فيه الأفكار والاعتقادات الهدامة المناوئة للإسلام والمسلمين ، والتفرقة العنصرية بسبب الدين أو اللون أو اللباس ، وإبراز النشاط الدعوي ، والمساعدة على نشر الدعوة الإسلامية .

لهذا فإن تساؤلات الدراسة تهدف إلي التعرف على الخدمات التعليمية التربوية والدعوية التي تقدمها المساجد في فرنسا لصالح الجالية المسلمة وغيرها ، واحتياج المساجد لتقوم بدورها الفعال ، وشمل البحث على بعض المساجد الموجودة في فرنسا.

واستخدام المنهج التاريخي والوصفي في البحث ، ومن ضمن نتائج الدراسة ما يلي :-

·       أن بعض المساجد عليها دين بسبب شراء تملك الأرض .

·       أن بعض المساجد تعاني قلة الدخل الذي لا يغطي النفقات .

·       هناك مساجد تحتاج إلى سجاد لتغطية الأرضية .

·       هناك مساجد تحتاج إلي كتب إسلامية بجميع اللغات ، والقران الكريم المترجم معانيه بكل دقة .

وقد أوص الباحث في ضوء هذه النتائج بمساعدة المساجد في فرنسا وغيرها بشراء تملك المكان حتى تستطيع القيام بدورها التربوي والدعوي على أكمل وجه .

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة:

   الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن والاه .  وبعد:

تكتسب قضايا الأقليات المسلمة أهمية كبيرة بالنظر إلى حجم تلك الأقليات والتي يقترب عددها من ثلث مسلمي العالم، ينتشرون في كل دول العالم شرقًا وغربًا، وبعضهم يمثل - من حيث نسبته العددية مقارنة بالأكثرية - رقمًا ضخمًا لا يمكن تجاوزه.

 فعدد الأقلية المسلمة في الهند مثلاً حوالي 150 وهو ما يعني أنهم يتجاوزون عدد مسلمي دول الجزيرة العربية كلها مجتمعين.

 وتعاني الأقليات دينية وغير دينية في الغالب من مشاكل لا حصر لها سياسية وثقافية واقتصادية، إلا أنه من خلال النظر في خريطة الأقليات في العالم فإنه سرعان ما نلاحظ أن الحظ الأوفر من تلك المشاكل والتحديات لن يتجاوز الأقليات المسلمة بحال، وللأقليات المسلمة التي تعيش في المجتمعات الغربية النصيب الأكبر من هذه المشكلات وربما يرجع ذلك لأسباب سيأتي تفصيلها في الدراسة، ولكن على أي حال فقط نشير إلى أن هذه الأقلّية تعيش في بحر من الأكثرية غير المسلمة، الأمر الذي يعرضهم الى ألوان متعددة ومعقدة من المشاكل والتحديات التي تهدد وجودهم وهويتهم وواقعهم.

  يعد المسجد على مدى العصور الإسلامية شعار الحياة في المجتمع الإسلامي قال تعالى ۝ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ۝ ( 1 )  

والمساجد بيوت الله تعالى تقام فيه الصلوات كل يوم خمس مرات لا يقصر دور المسجد على الصلاة ،بل انه مركز إشعاع لكل مناح الحياة ، فهو مؤسسة لتحقيق أهداف الدين ، والحياة الدنيا والآخرة ، واتخذ الرسول .

كما كانت بيعة الخلفاء أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم في المسجد وكان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجلس في المسجد بعد الصلوات لقضاء حوائج الناس( 2 )  

وبعث الرسول . معاذ إلى مكة بعد فتحها لتعليم الناس في المسجد الحرام ويرشدهم إلى دينهم الحنيف ، والمسجد أول مؤسسة اجتماعية في الإسلام لتعليم الكبار والصغار ، والرجال ، والنساء ، وللمسجد دور عظيم في توجيه الدعوة وإصلاح العباد وتربيتهم على الدين والأخلاق الفاضلة وعندما افتتح عمر بن الخطاب رضي الله عنه البلدان كتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وهو في البصرة بأن يتخذ للجماعة مسجداً ، فشهدوا الجمعة ، وكتب إلى سعد بن أبي وقاص وهو على الكوفة بمثل ذلك وكتب إلى عمرو بن العاص وهو على مصر بمثل ذلك . وكان الناس متمسكين بأمر عمر وعهده( 1 )  .        

 
 
وكانت هذه المساجد مركزاً للتعليم والتثقيف والتوجيه والوعاظ والإرشاد ، وفي الوقت الحاضر نجد عدداً كبيرا من المسلمين لا يستهان به قد انتقلوا للعيش في الدول الغربية واستقروا بها سواء للدراسة أو لتحسين ظروف المعيشة أو بسبب الأوضاع في البلاد الإسلامية وظهر منهم الجيل الثاني والثالث وهؤلاء يحتاجون إلي تربية إسلامية صحيحة حتى يحافظوا على هويتهم وشخصيتهم الإسلامية وخير من يقوم بهذه المهمة المساجد التي تبنى بجهود أبناء الجاليات الإسلامية أو الطلبة بمساعدة بعض الحكومات العربية والإسلامية حتى يحافظوا على دينهم ولغتهم العربية لغة القرآن الكريم والهوية الإسلامية ، ونحن نعلم مدى اختلاف الدول العربية عن الدول الإسلامية بالدين واللغة والعقيدة والعادات والتقاليد والحياة الاجتماعية وللمسجد دور عظيم في تربية أبناء المجتمع على الأخلاق الفاضلة والسلوك السوي قال ( إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان ) ( 2 ) .


موضوع البحث :

يحاول البحث الحالي دراسة بعض المساجد في فرنسا وما تقدمه من خدمات للجالية المسلمة .

تساؤلات البحث :

يجيب البحث الحالي على السؤال الرئيسي التالي : -

ما الدور التربوي الدعوي لبعض المساجد في فرنسا ؟

·       متى ظهر الوجود الإسلامي في فرنسا ؟

·       ما أهمية المسجد للمسلمين في فرنسا ؟

·       ما الدور التربوي الدعوي للمسجد في فرنسا ؟

·       ما الخدمات التعليمية التربوية التي يقدمها المسجد في فرنسا ؟

·       ما هي التحديات التي تواجه المسلمون في فرنسا ؟

·       ما جهود المملكة العربية السعودية في دعم الأقلية الإسلامية في فرنسا؟

 

أهداف البحث :

·       التعرف على الوجود الإسلامي في فرنسا .

·       توضيح أهمية المسجد في فرنسا .

·       التعرف على الدور التربوي الدعوي للمسجد في فرنسا .

·       التعرف على جهود المملكة العربية السعودية في دعم الأقلية الإسلامية في فرنسا.

·       التعرف على التحديات التي تواجه المسلمين في فرنسا .

أهمية البحث :

ومن أهم المشاكل التي يواجهها المسلمون في الغرب وخاصة العرب منهم الخوف على فقدان هوية الأبناء واللسان العربي هو الهوية الأصلية التي تربط المسلم بدينه وثقافته وبقومه وبشبعه والطفل إذا فقد ذلك ، فذلك علامة أفول هويته التي تعصمه من الانحراف بعد الدين ، ومن هنا نرى أهمية اللغة العربية في حياة أبنائنا التي يتلقونها في المساجد التي توفر لهم البيئة المناسبة لتثقيفهم وتعليمهم( 1 )    .

وكان ما زال للحرمين الشريفين دورا كبيرا في السيرة التعليمية فهما بمثابة الجامعة التي خرجت العديد من العلماء في شتى المجالات والذين قادوا مسيرة التطور الحضاري في العالم كله( 2 )  

وبمرور الزمن ازدهرت المساجد وخاصة الكبرى منها ، وأصبحت مراكز علمية .

ومل العلوم التي انتشرت قبل إنشاء المداري الرسمية خرجت من المساجد أولا ، فمسجد البصرة ومسجد الكوفة والمسجد الحرام والمسجد النبوي ومسجد قرطبة والجامع الأموي ومسجد عمرو بن العاص وغيرها كلها مراكز العلم والتعليم ولقد بلغ التقدم العلمي في بعض المساجد أنها أصبحت جامعات كجامع قرطبة والجامع الأزهر وجامع القرويين وجامع الزيتونة ، وكانت الأوقاف الخيرية هي التي كانت تلحق بالمساجد ويتم تمويلها بأموال الوقف ، فيذكر ابن حوقل في مدينة صقلية وحدها ثلاثمائة كتاب ، وان الكتاب الواحد يتسع للمئات أو الآلاف من الطلبة .

وأفضل ما يسعى المسلم لتحصيله هو مرضات الله تعالى وخير الطرق الموصلة لذلك طريق الدعوة إلى الله تعالى في مشارق الأرض ومغاربها ورسالة المسجد لم تنقطع حتى عهد ضعف الدولة الإسلامية .

وفي العصر الحاضر تعيش الأمة الإسلامية في مرحلة خطيرة من عصورها نتيجة للتقدم الإعلامي والفضائيات المختلفة التي تبث الإباحية والتبرج والاختلاط وتكالب الدول الغربية ضد الدول الإسلامية واتهامها بالتخلف والإرهاب وهضم حقوق المسلمين . ناهيك عن ابناء المسلمين الذين يعيشون بينهم في بلادهم ويتشربون لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم وسلوكياتهم ، في هذا الوقت يأتي دور المسجد بالنهوض بالشباب المسلم والمحافظة على أبناء المسلمين في الدول الغير إسلامية والمحافظة على الجدد الذين يدخلون الإسلام ومصدر الدعوة الإسلامية والإرشاد وبعض الدراسات تشير بأن المسلمين مقصرين في الكتابة عن مؤسساتهم التعليمية والاجتماعية ، ومثالاً على ذلك ، يري عطية الإبراشي إن المؤرخين والأدباء والفقهاء وفلاسفة الإسلام لم يعذوا في القرون الوسطى بالتأليف في التربية الإسلامية العناية التي تستحقها ، في حين أنهم كتبوا وأسهبوا في الكتابة عن الحضاري الإسلامية والانتصارات الحربية ، والشئون الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في الإسلام فقد تقرأ  كتابا عن نظام الملك أو صلاح الدين الأيوبي فلا تجد إلا قليلا عما أنشاء هذا أو ذلك من المدارس ودور العلم أو ما قام به من إصلاحات في التربية والتعليم في الوقت الذي تجد فيه كتابة مسهبة عن تاريخ حياة كل منهما ، وأعماله السياسية ، وحروبه العسكرية( 1 )  .

كذلك يرى أحمد شلبي أن صعوبة الحصول على معلومات تخص النشاط التعليمي في العهود الماضية يرجع إلى أن المؤرخين المسلمين ركزوا عملهم في تسجيل النشاط السياسي والعسكري للخلفاء والعظماء ولم يهتموا بتسجيل الإصلاحات التعليمية .

فمثلا هؤلاء المؤرخين تحدثوا في سطور قليلة عن مدارس نظام الملك ذات الشهرة الواسعة ومع هذا تحدثوا بتوسع عن إصلاحاته وانتصاراته العسكرية .

كذلك كتاب ( المحاسن اليوسفية ) الذي كتبه عن صلاح الدين الأيوبي قاضيه ابن شداد ، لم يرد فيه أي إشارة للنهضة التعليمية التي رعاها صلاح الدين ، بينما شمل الكتاب تفصيلات دقيقة عن مولد صلاح الدين وحياته وأخلاقه وحروبه ولا يذكر شيا عن مدارسه ومنهاجه التعليمي( 1 )  .

وكذلك كلمة المستشرق البريطاني ( جيب ) يقول لم يشاهد أي كتاب كتبه عربي في أي فرع بأي لغة غربية يستطيع عن طريقة الدارس الغبي أن يفهم جذور الثقافة العربية ، وكذلك لم يشاهد أي كتاب بالعربية للعرب أنفسهم يحلل بوضوح ما تعنيه الثقافة العربية للعرب( 2 )  .

و ربما يرجع احد الأسباب في ذلك إلى الغزو الصليبي والمغولي والتتار على البلاد الإسلامية وما أصاب المكتبات والمؤلفات من ضيع وإحراق وغرق في مياه نهر دجلة والفرات كما أن الكتابة عن المؤسسات التعليمية والاجتماعية للتربية متفرقة بين ثنايا الكتب المختلفة .

فيقول ياقوت ( كان يوجد في أيامه في مدينة مرو خزانتان في الجامع أحدهما يقال عنها العزيزية ، أوقفها رجل يقال له عزيز الدين أبو بكر وكان فيها اثنا عشر ألف مجلد والأخرى يقال لها الكمالية ولا يدري إلى من تنسب( 1 )  .

وتظهر أهمية البحث في الدور التربوي الدعوي لبعض مساجد فرنسا في عدة نواحي :-

·       أن الجالية المسلمة في الغرب تفتقر إلى المؤسسات التعليمية والثقافية الخاصة بها والتي تتوافق مع تراثها الإسلامي والخدمات لابد وأن تكون مترابطة بثقافة المجتمع ولكن الخدمات المقدمة حاليا من المؤسسات العامة والخاصة تتعارض وثقافة الجالية المسلمة .

·       التصور غير الصحيح عن الإسلام والمسلمين من قبل غير المسلمين يؤدي إلى تنامي صور الاضطهاد ضد الإسلام والمسلمين في الغرب .

·       لذلك تقوم هذه المركز والمساجد بتقديم خدمات على أعلى مستوى بالاشتراك مع الهيئات و المنظمات والمؤسسات المحلية مع التأكد من ملائمة وتلبية حاجة المجتمع المسلم المتنامي في فرنسا .

·       كذلك تقوم هذه المؤسسات على تفعيل دور المسلمين في المجتمع وان المسلمين يبرزون الصفات الايجابية في المجتمع( 1 )  .

·       كما تسعى الدراسة الحالية لتوضيح دور بعض المساجد في فرنسا للمحافظة على تنشئة أبناء المسلمين تنشئة صالحة حسب الدين الإسلامي الحنيف ونشر الدعوة الإسلامية بين غير المسلمين وبذلك خطوة يمكن أن تفيد في معرفة تربية أبناء الجالية المسلمة كما يريدها الإسلام .

·       تكوين معرفة عن تاريخ بعض المساجد في فرنسا.

·       إظهار احتياجات المساجد في الدول غير الإسلامية والتي يمكن أن تكون دعوة لسد هذه الاحتياجات ومساعدة تلك المساجد على الاستمرار .

حدود البحث :

يركز البحث على دراسة بعض مساجد فرنسا وذلك من ناحية تطورها وما تقدمه من خدمات تعليمية تربوية ودعوية للجالية المسلمة    .

 

منهج البحث :

البحث يدرس مؤسسة اجتماعية تربوية وهي المسجد والمنهج الذي يتناسب مع هذه الدراسة هو : -

المنهج التاريخي :

يستخدم هذا المنهج لان الدراسة تتطلب نبذة تاريخية عن نشأة المساجد وتطورها في فرنسا والتوصل إلى نتائج تساعد على فهم الحاضر وصلته بالماضي من تخطيط في المستقبل .

المنهج الوصفي :

ويستخدم هذا المنهج في جمع البيانات والمعلومات من تقارير ونشرات و مطويات في المساجد والأفراد المسئولين التي تمت مقابلتهم ووصف دقيق للأنشطة في المساجد أي أن المنهج الوصفي يصف حالة المسجد كما هو الواقع .

خطـــة البـحــث:

يحتوي البحث على مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة وقائمة بمصادر البحث.

- المقدمة:

وتشمل:

- أهمية الدراسة.

- أسباب اختيار الموضوع.

- أهداف الدراسة.

- منهج البحث.

- الدراسات السابقة.

- مشكلة الدراسة وتساؤلاتها.

-مصطلحات الدراسة.

-خطة البحث.

الفصل الأول: المسلمون في فرنسا وفيه مبحثان:

المبحث الأول: الوجود الإسلامي في فرنسا.

المبحث الثاني: الوضع الثقافي والاجتماعي للمسلمين في فرنسا.

الفصل الثاني: مساجد الأقلية الإسلامية في فرنسا ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: أهمية المسجد في الإسلام.

المبحث الثاني: الخدمات التربوية التي يقدمها المسجد في فرنسا.

المبحث الثالث: المساجد في فرنسا.

الفصل الثالث: دعم الأقلية الإسلامية في فرنسا لمواجهة التحديات .وفيه مبحثان:

المبحث الأول: التحديات التي تواجه الأقلية الإسلامية في فرنسا.

المبحث الثاني: جهود المملكة العربية السعودية في دعم الأقلية الإسلامية في فرنسا.

* الخاتمة: وتشمل:

 أولاً: ونتائج البحث.

ثانياً: التوصيات.

*قائمة المصادر والمراجع.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الأول: المسلمون في فرنسا وفيه مبحثان:

المبحث الأول: الوجود الإسلامي في فرنسا.

المبحث الثاني: الوضع الثقافي والاجتماعي للمسلمين في فرنسا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                           المبحث الأول :الوجود الإسلامي في فرنسا.

يعتبر الإسلام الدين الثاني في فرنسا، ويفوق عدد أتباعه الخمسة ملايين، بنسبة 8% أو تزيد. وهذه الأرقام ليست رسمية أو حكومية، فقانون الإعلام والحريات يمنع تعداد المواطنين حسب انتمائهم العرقي أو الديني أو الفلسفي. فطبيعة هذه الأرقام لا تتجاوز كونها استقراءات علماء الاجتماع واستطلاعات مختصّة للرأي.

توفر الحكومة الفرنسية أراضي لبناء المساجد في جميع مدن فرنسا و لا تفرض أي ضغوطات على المسلمين في الإمتساك بمعتقداتهم، كم أن الرئيس نيكولا ساركوزي شجع المحال و المنشأت التجارية الكبرى على توفير اللحم الحلال على مدار السنة و طبعا تم التقيد بهذا الرأي في كل المحال الكبرى مثل "كارفور" و "كورا" و "جيان" مئات المحال الأخرى إضافة إلى توفير المأكولات المغاربية و الشرقية العربية في شهر رمضان.

وفرنسا دولة لا دينية منذ عام 1905، فهي لا تعترف بالأديان ولا تعاديها، فدستورها ينص في مادته الثانية أنها «جمهورية علمانية، لكنها تحترم كل الأديان». فنظريا وقانونيا، يعامل الإسلام في فرنسا كما تعامل جميع الأديان بما في ذلك الكاثوليكية التي كانت فرنسا تعتبر ابنتها البكر قبل الثورة الفرنسية. هذا ما تنص عليه قوانين كثيرة أما في الواقع المعاش فيختلف الأمر قليلا أو كثريا حسب تعاقب السياسات وتقلب الأحداث المتعلقة بالإسلام محليا أو عالميا. ( 1 )

وصول الإسلام إلى فرنسا:

استوطن المسلمون فرنسا في مرحلتين اثنتين عبر التاريخ، إحداهما تتعلق بهجرة، ثم تهجير، مسلمي الأندلس الجارة. وتمتدّ هذه المرحلة من القرن الثامن إلى القرن الخامس عشر الميلادي.

أما المرحلة الثانية فتبدأ من الحرب العالمية الأولى في مطلع القرن العشرين إلى يومنا هذا.

المرحلة الأولى

بدأت الغزوات الإسلامية للأراضي الفرنسية في سنة 96 هـ، فأرسل طارق بن زياد حملة استكشافية إلى طرطوشة وبرشلونة وأربونة ووصلت إلى بلدة ابنيون  على نهر الرادنة (الرون حالياً). وأرسلت حملة بقيادة السمح بن مالك الخولاني، فخرجت من برشلونة واتجهت إلى مدينة طلوشه ، وقتل قائدها ورجع الجيش إلى برشلونة. وخرجت حملة فوصلت إلى مدينة نيم، ثم إلى مدينة ليون ، ثم مدينة أوتان ووصلت سانس  على بعد 150 كيلومتر من باريس وهذه أبعد نقطة وصلها المسلمون في فرنسا. وقاد عبد الرحمن الغافقي حملة عبر فيها جبال البرانس واتجه إلى مدينة برديل ، وهزم جيش الفرنجه، ثم اتجه إلى بواتيه وهزم المسلمين في معركة بلاط الشهداء الشهيرة في رمضان سنة 114هـ وقتل الغافقي. وارسلت حملة إلى وادي الرون واستولت على مدينة أرلس ، وسان رمى وايبنيون وواصلت مسيرتها إلى جبال الألب، غير أن الفرنجه استعادوا الكثير من هذه المدن. وفي القرن الثالث الهجري استطاع البحارة الأندلسيون الاستيلاء على مدينة نيس واستوطنوا الشواطئ الفرنسية الجنوبية ونشأت دولة أندلسية في جنوب فرنسا ووصلت إلي سويسرا ولم تهزم هذه الدولة إلا بعد 82 عاماً، واحتل الأغالبة جزيرة كورسيكا في سنة 191هـ-806م وظلّوا فيها 142 عاماً. الأراضي التي استولى عليها المسلمون في فرنسا لم تدم طويلاً تحت سلطتهم بسبب قلة عددهم وهجوم الفرنجة المتواصل. وفي القرن السادس عشر الميلادي نفت إسبانيا الكاثوليكية الغالبية من الموريسك إلى جنوب فرنسا وقد بلغ عدد هؤلاء المسلمين الذين يبطنون إسلامهم أكثر من 150000 واندمجوا مع تعاقب الأجيال في المجتمع الفرنسي. ( 1 )

  • ثم احتك الفرنسيون بالمسلمين في المشرق أثناء الحروب الصليبية التي استمرت مدة طويلة وأخذوا عنهم الكثير من معالم الحضارة.

المرحلة الثانية

أصل تواجد المسلمين في فرنسا حاليا ليس تَلقائيا بل يعود لأسباب تاريخية وسياسات استعمارية واقتصادية متعدّدة قامت بها فرنسا نفسها، وهذا ما يتناساه بعض الفرنسيين ذوي الميول العنصري، في النقاش الدائر اليوم حول مكانة الإسلام في فرنسا.
في بداية القرن العشرين بدأت فرنسا وأرباب الأعمال فيها باستقطاب اليد العاملة من المستعمرة الجزائرية بغية استدراك تأخرها الصناعي مقارنة بإنجلترا وثورتها الصناعية في
القرن التاسع عشر. واستطاعت هذه السياسة أن تستجلب حوالي 30000 جزائريا معظمهم من البربر (القبائل). ولم يكونوا عرضة لعنصرية بادية لقلّة عددهم وقلّة اختلاطهم بالمجتمع الفرنسي الذي كان يسمّيهم («turcos» أي الأتراك) أو باعة الزّرابي. رغم ذلك تعتبر فرنسا قد فشلت في السياسة استجلاب اليد العاملة الجزئرية لعدم استعداد المسلمين نفسيا وثقافيا آن ذاك لترك بلدهم والهجرة إلى وسط غريب الدين والأخلاق والعادات. وفي ذروة الحرب العالمية الأولى جنّدت فرنسا تجنيدا إجباريا عددا كبيرا من المسلمين من مستعمراتها الجزائر والمغرب وإفريقيا الغربية، فمرسوم 14 سبتمبر سنة 1916م شديد الوضح: «...القيام بالتشجيع على التشغيل الطوعي وإلا فالتجنيد الإجباري للجزائريين» (2) وبلغ عدد المجنّدين المسلمين للحرب 175000 وقُتل 25000 من الجزائريين حسب الدراسات الدقيقة( 3 ). وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى أصدرت فرنسا قانونا، يعدّ استثناء من علمانيّتها، يمكّنها من بناء مسجد ومعهد إسلامي في عاصمتها لمكافأة المسلمين وعرفانا منها لتضحيتهم في الدّفاع عنها. وقد دشّنت هذه المؤسّسة الدينية في الدائرة الخامسة من باريس في حفل رسمي عالمي سنة 1926م.

ولإعادة بناء ما دمّرته الحرب قرّرت فرنسا سنة 1920 المزيد من استجلاب العمّال فوصل عدد المهاجرين المسلمين إلى 70000 جزائريا ونحو عددهم من المغاربة.
وما بين عامي
1940 و1945 أرسلت الحكومة الفرنسية إلى كل من والي الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة «تأمرهم» بإرسال (10000) عاملا في كل شهر. لكن استحواذ الحلفاء على شمال إفريقيا علّق هذا الإرسال ( 1 ). وبعد الحرب العالمية الثانية تزايد عدد المسلمين ليبلغ أرقاما هائلة. فبغية إعادة التعمير وتطوير القطاع الصناعي نصّ مخطّط مونيه استقدام (200000) من رعايا المستعمرات في مدّة لا تتجاوز الأربع سنوات. وفي سنة 1952 بلغ عدد المسلمين رقما غير مسبوق، فالمكتب الوطني للهجرة(2) تحدّث رسميا عن 500000 مهاجرا، وقد شكّك بعض المختصّين في هذا الرقم بينما يجمعون كلّهم على أن في خمسينيات القرن العشرين أصبح المسلمون يشكلون في فرنسا جالية محدّدة المعالم وواقعا اجتماعيا وسياسيا بيّن التأثير.

استقلال الجزائر

وسواء احتلت فرنسا بلادا إسلامية أم انسحبتْ عنها فقد صحب ذلك في كلتي الحالتين هجرة لأعداد ضخمة من المسلمين إلى أرضها. فأول الوافدين إليها عند استقلال الجزائر هم الحركة أو الحركيون «أصحاب الدَّيْن على فرنسا». والحركيون هم الجزائريون الذين أغرتهم السلطة الاستعمارية بالانخراط في «كتائب الإعانة» التابعة للجيش النظامي الفرنسي إبّان حرب الاستقلال. ولما تحتّم على فرنسا ترك الجزائر، وعشية إعلان استقلالها، جرّدت جميع الحركيين من السلاح وتخلت عنهم من غير أن تفاوض أحدا في مصيرهم، تاركة إياهم عرضة الإنقام الجماعي، فهم «الخونة» و«أعوان العدو» في نظر جيش التحرير الوطني الجزائري المنتصر. فقُتل بعضهم واختفى عن الأعين بعضهم الآخر وفرّت غالبيتهم إلى فرنسا في تعاسة وتمزّق شديدين. ولم تُمنح لأكثريتهم الجنسية الفرنسية إلا في أواخر الستينيات. وقد بلغ تعدادهم وذووهم في 31 جويلية 1985 زهاء 60000 نسمة. وهذا الإحصاء رسمي صادر من الحكومة الفرنسية في محاولة منها لتعويضهم عن بعض ما فقدوه بسببها. وأمام حرمانهم من الوطن الأصلي الجزائر، وعدم الترحيب بهم في فرنسا، لم يجدوا في غالبيتهم العظمى إلا الإسلام دارا وموطنا، ففي الثمانينيات خصوصا، أسسوا الجمعيات وفتحوا المساجد والمصليات والتفّ كثير منهم حول الشيخ عباس بن الشيخ الحسين عميد المعهد الإسلامي ومسجد باريس الذي بحكم شعبيته وماضيه الوطني، استطاع أن يقارب بين هؤلاء الحركيين وأعضاء الجالية الجزائرية بفرنسا. بل استخدم الشيخ جاهه لدى السلُطات الجزائرية لإقناعهم ب«عفا الله عمّا سلف»، فسُمح بعد ذلك لأغلب الحركيين ولأبنائم بزيارة الجزائر أو تنظيم العودة إليها إن شاؤوا.

تشجيع الهجرة:

وحتى بعد استقلال الجزائر، استمرّت فرنسا، طبقا لتخطيطاتها الاقتصادية، في تشجع جلب اليد العاملة من مستعمراتها ومحمياتها القديمة. فقد كانت في ذروة «الثلاثين الذهبية» أي العقود الثلاثة (1945-1975) التي ازدهر فيها الاقتصاد الفرنسي ووصل إلى أعلى مستواه مستدركا ما خرّبته الحرب ومتفوقا على كثير من الدول الغربية. ومعظم العمال الوافدين أتوا من المغرب العربي، وكانوا عزّأبا غير متزوجين أو تركوا أزواجهم في بلادهم رجاء العود القريبة. إذ لم يكونوا في أول أمرهم يقصدون هجرة من غير رجعة. واستمرّت الهجرة في تزايد حتى «الصدمة البترولية» سنة 1973 إذ انكبح الاقتصاد وخفتت معه الهجرة ثم أوقفت رسميا سنة 1975. وبعد شكاوى ومرافعات وأخذ ورد في البرلمان أقرّت فرنسا بحق جمع شمل العوائل وسمحت لأزواج العمال ولأبنائهم القدوم إلى أرضها.

الإسلام في فرنسا اليوم:

أصبح الإسلام منذ ستينيات القرن العشرين، الدين الثاني في فرنسا، ويُرتّب الإسلام حسب الأهمية مباشرة بعد الكاثوليكية، وقبل البروتستنتية واليهودية بكثير. وينتشر المسلمون في مدن فرنسا وفي ريفها على السواء.

الديموغرافيا:

أصل أغلب المسلمين من أبناء أو أحفاد الطبقة العاملة الوافدة من المغرب العربي ومن الجزائر بالأخص (35%)، ثم المغرب (25%)، فتونس (10%). ويوجد أيضا مسلمون منحدرون من إفريقيا، لاسيما من البلاد التي كانت قد استعمرتها فرنسا مثل مالي والسنغال والنيجر وساحل العاج، كما يوجد كذلك مسلمون من بلاد المشرق العربي مثل سوريا ومصر والعراق وفلسطين، إضافة إلى أعداد كثيرة من المسلمين الأتراك (360000 نسمة).

لا يسمح القانون الفرنسي مطلقا تعداد الناس وفق انتماءاتهم العرقية أو الدينية أو مذاهبهم الفلسفية، أو اتجاهاتهم السياسية. ولهذا لا تملك أي جهة من الجهات إحصاء دقيقا أو يعتدّ به رسميا. فما هذه الأرقام المقدَّمة أعلاه إلا إحصاءات احتمالية ينشرها اختصاصيون وملاحظون مطّلعون. ففي 2003، أعلن نيكولا ساركوزي، وقد كان وزيرا للداخلية آن ذاك، أن عدد المسلمين في فرنسا يتراوح ما بين 5 و6 ملايين نسمة. فأصبح هذا الرقم «شبه الرسمي» (5 ملايين) مُجمعا عليه وهو جاري الاستعمال إلى يومنا هذا. فيناهز المسلمون وفقا لهذا العدد نسبة 8%. أما عدد الطلاب والأطر العليا كالمهندسين والأطباء والفنيين وحتى السياسيين فهو في تزايد مستمر ّوملحوظ. ويوجد اليوم في فرنسا حوالي 2100 مسجد(1).

تمثيل الإسلام في فرنسا:

عدد الجمعيات والهيئات التي تمثل الإسلام في فرنسا كثير، وأبرزها:

  • المعهد الإسلامي ومسجد باريس الكبير الذي دشن في 1926 والمساجد الإقليمية التابعة له، وقد اعتُبِرت هذه المؤسسة لعدة عقود الممثل الفعلي للإسلام في فرنسا، لكن بعد ضعف إشعاعها، منذ بداية التسعينيات، وظهور هيآت إسلامية أخرى تنافسها، أصبح المعهد الإسلامي ومسجد باريس يشخص الإسلام "المعتدل" الذي تمدّه بالرعاية نوعا ما الحكومة الجزائرية;
  • اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا وهو تنظيم يعتبر نفسه امتدادا ل"الإخوان المسلمون"، ويدير بعض المساجد والمدارس، والمخيمات الشبابية كما يقيم مؤتمرا سنويا تُلقى فيه المحاضرات وتُعرض فيه الكتب المبيعات "الإسلامية"، ويدير الاتحاد معهدا إسلاميا -حسب رؤيتهم للإسلام- يحمل اسما محايدا فهو يُدعى رسميا المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، وكثير من دروسه تعطى عن طريق المراسلة. ويسعى الاتحاد من خلال معهده تكوين الأئمّة ونشر الكتب الإسلامية باللغة الفرنسية.
  • الفيدرالية الوطنية لمسلمي فرنسا وقد تأسست سنة 1985م برعاية رابطة العالم الإسلامي التي اعتمدت في إيجادها وتسييرها على فرنسيين معتنقين للإسلام من أمثال الشيخ يعقوب روتي ويوسف لوكليرك. ثم تغيّر مع مرور الزمن أعضاء مجلس إدارة الفيدرالية، فاستقلت عن الرابطة لتقترب من الحكومة المغربية، وتضم حاليا أكثر من 150 جمعية.
  • جماعة الدعوة والتبليغ، وأصل مذهبهم من الهند، وهم دعاة متجولون زاهدون لا يخوضون في السياسة ولا يتدخلون في النقاش الاجتماعي. وينقسمون إلي جمعيتن أساسيتين، وقد تفرّغوا لإعادة أسلمة من "ابتعد عن الإسلام" ويرى الكثيرون في ذلك دعوة لاعتاق مذهبهم لا أكثر. ويمتلكون العديد من المساجد والمصليات في كبرى المدن الفرنسية خاصّة.
  • وتوجد جمعيتان كبريان لتمثيل الأتراك، إحداهما تشرف عليها اسفارة التركية والأخرى معارضة.
  • تكوّنت أخيرا جمعية «الفاياكا» لتلمّ المساجد والمصليات التابعة للأفارقة والقمريين والوافدين من جزر المحيط الهندي بصفة عامة.
  • جمعية هامّة تمثل أتباع المذهب الإسماعيلي.

أمام هذا التشرذم وانعدام مندوب شرعي أو فعلي لتمثيل الإسلام في فرنسا، وفقدان مخاطب رسمي للسلطات الحكومية، المركزية منها أو الجهوية، في الأمور التنظيمية والاستشارية والبروتوكولية، كما هو حال باقي الأديان في فرنسا، بدا للعيان خللا ونقصانا في علاقة فرنسا بثاني أديانها. وهذا الخلل آت لاعتبارات رمزية وسياسية أكثر مما هي قانونية إذ ليس من شؤون الدولة العلمانية الاهتمام بقضايا دين ما أو التدخل للتنظيمه، ولكن لا يعقل أن يغيب الإسلام عن المحافل الرسمية وفي الوقت الذي كثُر الحديث في هذا الدين بين معارض ومساند ومتمسك بالمساواة. ففي سنة 1989م التي تُوفي فيها الشيخ عباس بن الشيخ الحسين أَسس بيار جوكس، وزير الداخلية حين ذاك، مجلسا استشاريا يضمّ خمسة عشر عضوا من بين مديري المساجد الكبرى وشخصيات إسلامية مرموقة. لكنّ خليفته شارل باسكوا تخلّى عن هذا المجلس الاستشاري واعتمد كليا على المعهد الإسلامي ومسجد باريس، في تحقيق ما كانوا يسمّونه «إسلام فرنسا»، وهذا ما غيّره الوزير اللاحق جان لويس دوبري إذ فضل استدعاء عشرة من الشخصيات المتعدّدة المشارب، وبعد وصول اليسار إلى الحكم شرع الوزير جان بيار شوفانمون في القيام باستشارة واسعة اسفرت في عهد الوزير نيكولا ساركوزي، وبدفع منه، على تأسيس هيكل «رسمي» وهو ما يعرف اليوم بالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية .

 

المبحث الثاني:الوضع الثقافي والاجتماعي للمسلمين في فرنسا.

في ما يتعلّق بالتعليم الإسلامي لأبناء المسلمين فلا يوجد منهاج علمي مطابق لمتطلبات المجتمع الفرنسي وملابساته وإنما وكل ما هناك جهود يبذلها أفراد أو جمعيات كلٌ حسب مستواه ووفق رؤيته للإسلام لا أكثر. وتوجد الكثير من المدارس الابتدائية والكتاتيب الملحقة بالمساجد إلا أنها لا تمنح للفائزين فيها شهادات معترف بها رسميا. وفتحت مؤخرا بعض الثانويات الإسلامية بكبرى المدن بفرنسا. كما فتحت معاهد للدراسات العليا كالمعهد الأوروبية للدراسات الإنسانية والتي تأسست عام 1992م ويضم قسم أصول الدين وقسم الشريعة الإسلامية. وتحتوي على 12 غرفة ومكتبة، وقاعتين للمطالعة وتسع قاعات للفصول، ومعهد الغزالي لتكوين الأئمة التابع لمسجد باريس.

 المسلمين في فرنسا:

أكثر من ثلاثة ملايين مسلم يحمل الجنسية الفرنسية ويتمتعون، على الأقل قانونيا، بكامل حقوقهم، وعليهم من الواجبات ما على كل الفرنسين. فمن المسلمين الوزراء والمستشارون وأعضاء مجلس الشيوخ وإن لم يبلغ عددهم نسبة تواجدهم الحقيقي.

ترجمة معاني القرآن:

يمكن تعداد المائات من التراجم لمعاني القرآن للسان الفرنسي صدرت ترجمة قديمة قام بها قنصل فرنسا في مصر في سنة (1057هـ - 1647م)، كماظهرت ترجمة (اندروددواير)، ثم ترجمة (فارى) لمعاني القرآن في سنة (1187هـ - 1773م) ثم ترجمة (كازميرسكى) في سنة (1256هـ - 1846م) وهناك تراجم حديثة لمعاني القرآن منها ترجمة عميد مسجد باريس الأسبق الشيخ حمزة أبوبكر والمستشرقة دنيس ماسون العالم الهندي محمّد حميد الله وآخرون.

الكتّاب والمحاضرون:

أشهر الكتّاب والمحاضرين أو الناشطين عموما في الحقل الإسلامي الفرنسي هم على مختلف مشاربهم كما يلي ( 1 ):

  • طارق رمضان، سوسري الجنسية وهو ابن سعيد رمضان وحفيد حسن البنا من أمّه، مجادل ماهر، والمسلمون منقسمون في شأنه بين مؤيد له ومعارض.
  • صهيب بن الشيخ، وهو ابن الشيخ عباس بن الشيخ الحسين العميد الأسبق للمعهد الإسلامي ومسجد باريس، وهو مزدوج التكوين، ذو ثقافة عربية إسلامية راقية وتعمّق في تاريخ أوروبا وفلسفاتها. اجتهاداته التحرّرية تثير عليه الكثير من المحافظين، بينما يحظى بدعم القائلين بالتجديد.
  • أحمد جاب الله، تونسي المولد والمنشأ، عضو فعّال في اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، متمكن من علوم الدين، محاضر باللغتين.
  • مالك شبال، كاتب ومحلل نفساني، جزائري الأصول، مسهب في التأليف حول الإسلام، فيفوق عدد كتبه المائة بكثير، وله حضور شبه مستمر في الإعلام الفرنسي.
  • رشيد بن زين باحث ومؤلّف ذو جذور مغربية
  • عبد النور بيدار، معتنق للإسلام ومفكر مستنير
  • غالب بن الشيخ وهو أخو صهيب بن الشيخ، دكتور في علم الفزياء بليغ وخطيب مفوّه باللسان الفرنسي، يحاضر في العديد من المواضيع، ويساهم بفعالية في حوار الأديان. ويقوم بتنشيط الحصة المتلفزة المكرّسة للإسلام في صباح كل أحد، المبثوثة على القناة الثانية الفرنسية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثاني: مساجد الأقلية الإسلامية في فرنسا ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: أهمية المسجد في الإسلام.

المبحث الثاني: الخدمات التربوية التي يقدمها المسجد في فرنسا.

المبحث الثالث: المساجد في فرنسا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المبحث الأول: أهمية المسجد في الإسلام.

المسجد باعتباره مركزاً أساسياً للمجتمع الإسلامي لا يتميز مجتمع الإسلام إلا به، كان من الضروري بمكان إبراز أهمية المسجد وتسليط الضوء على دوره في المجتمع الإسلامي، والموضوع في ذلك واسع ومتشعب، لذا سنركز في بياننا حول ذلك على نقاط بارزة في إشارات ومفاتيح لمضامين واسعة، يستفيد منها المسلم وتكون له كمصباح ينير له ما للمسجد من مكانة ودور في الإسلام.

ولعل أهمية المسجد تكمن في الأمور التالية:

1- تنويه الله تعالى في كتابه وبيانه لأهميته وعظم مكانته وجزيل ثواب من اشتغل بعمارته  قال تعالى {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ  * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} (النور36-37)، وقوله تعالى: {لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ * أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (التوبة 108-109).

2- أن المساجد أضيفت إلى الله تعالى إضافة تشريف وتكريم؛ لأن فيها تقام العبادات التي يخضع بها العباد له سبحانه وتعالى، وفيها تتلى آياته وفيها يُذكر  الناس بمنهج الله والطرق الموصلة إليه قال تعالى:{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (الجن 18)، وقال تعالى:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ}(التوبة 18).

3- ما جاء في صحيح الأخبار عن النبي المختار r ما يدل على أهمية المسجد في المجتمع وعظم مكانته عند الله تعالى كما في قوله r "أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها" [أخرجه مسلم].

وكذا ما ورد في فضل بنائها حيث قال صلى الله عليه وسلم"من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله به مثله بيتاً في الجنة" [رواه الخمسة إلا أبا داود].

ولعل من أعظم الفضائل ومعالم الأهمية ما ورد في حديث السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، ومنهم ((ورجل قلبه معلق بالمساجد)) [متفق عليه] كما قال عليه الصلاة والسلام.

ومن أهميتها ما ورد في أجر المكوث فيها فقد جاء عن النبي r أنه قال ((إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث. تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه)) [متفق عليه].

هذا بيان من جانب ذكر أهمية المسجد في المجتمع، وأمادوره في المجتمع والتأثير الذي يمكن أن يظهره في المجتمع فيمكن تلخيص ذلك في النقاط التالية:

1.     الإمامة وإقامة الصلوات:

أول دور وأول رسالة للمسجد إقامة الصلوات، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، ومن هنا تأتي عظمة المساجد حيث إنها اختصت بقيام الركن الثاني الأعظم والأكثر أهمية بعد التوحيد وهو الركن الذي يتكرر في اليوم والليلة خمس مرات خلافاً لسائر الأركان التي قد تكون في العام أو قد تكون في العمر كما في الحج .

وكذلك الصلوات يحصل بها كثير من الأمور والمنافع من تذكير بكتاب الله - عز وجل - وتعليم للانتظام والنظام في حياة الأمة، وإحياء لمشاعر الوحدة بين أبناء الأمة، وغير ذلك من المنافع.

2- الدعوة والتعليم:

لاشك أننا نرى في عصرنا الحاضر الأعداد الهائلة التي تخرجها الجامعات والمعاهد من طلبة العلم والدعاة، لكن لو رجعنا بذاكرتنا واطلعنا على تاريخ الأمة الإسلامية وتصفحنا سير أولئك العلماء الذين لا يزال علمهم وميراثهم العلمي والدعوي يذكر إلى يومنا لوجدنا أن تخرجهم كان عن طريق المساجد والجوامع.

إذاً نعلم بذلك يقيناً أن المسجد هو المعهد الأول والجامعة الأولى لتخريج الدعاة وطلبة العلم، انظر إلى مسجد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان أول مدرسة وأول جامعة وأول محضن تربوي خرّج لنا ثلة مباركة من الصحابة الكرام والتابعين ومن بعدهم ممن انتشروا في المعمورة وبلغ علمهم وأثرهم الآفاق.

واستمر في قراءة التاريخ تجد جامع الأزهر بمصر، وجامع الزيتونة بتونس، والجامع الأموي بدمشق وغيرها، كلها كانت محاضن للدعاة والمصلحين.

ونحن في هذا الزمن ما زلنا نرى بعض الدول والحكومات الإسلامية – والحمد لله – تولي المسجد كبير اهتمام وتعتني به وتعتمد للتدريس في المساجد علماء وأساتذة بتكليف منها، في حين أننا نجد في مقابل ذلك أيضاً أن هذا الدور مهمل في العديد من الدول الإسلامية، بل الأدهى من ذلك والأمرّ - وللأسف - لا تكاد تجد في عدد آخر من تلك الدول من يقيم في المسجد الدور الأهم والمعلم الأبرز لإقامة المساجد ألا وهي إقامة الصلاة فكيف بما عداه.

فعلى جميع المسلمين تفهم دور المسجد والتعمق فيه والاطلاع على الكتب والنشرات التي تحدثت عن مكانة المسجد ودوره في الإسلام، ليستفيدوا من ذلك ويعيدوا للمساجد رونقها ودورها المفقود، فلسنا هنا إلا بمنزلة من يضيء على بدايات الطريق وعلى المهتم والحريص السير في خضمه والتطبيق على أرض الواقع.

3- الدور الاجتماعي للمسجد:

من أساسيات أدوار المسجد في المجتمع الإسلامي هو الدور الاجتماعي إذ كان المسجد ملتقى لأهل الحي يجتمعون فيه في اليوم خمس مرات، فلابد للمساجد أن تهتم بهؤلاء وأن تضع لهم من الأنشطة والبرامج ما يعمق بين أفراد المجتمع أواصر المحبة والأخوة، ومن تلك الأنشطة ما يلي:

التزاور والتفقد:

وذلك بأن يكون بين أهل المسجد وأهل الحي تزاور وتفقد، يعودون مرضاهم ويشيعون جنائزهم ويتفقدون من حلت به مصيبة ويشاركون من كانت عندهم فرحة، كل ذلك دوره ورسالته جزء من مهمة إمام المسجد حتى ينشط هذا الجانب.

 التشاور:

ومن ذلك أيضا التشاور ؛ فإن النبي عليه الصلاة والسلام كان يستشير أصحابه، وكان كثير من صور التشاور تتم في المسجد، ولا شك أن التشاور خاصة في الأمور المشكلة والمعضلة التي تمر بالناس في مسجدهم أو في حيهم لا شك أنه من أعظم ما يعود بالنفع على الناس حتى يشعر المسلمون أن المسجد ليس للصلاة فقط وإنما المسجد يحل له مشكلته مع ابنه ويحلّ له مشكلته مع المدرسة ويحل له مشكلته مع جاره ويتشاور الناس لما ينفعهم، ويأتمرون جميعا ليكونوا صفا واحدا أمام ما يضرهم، ويلتقون جميعا ليحث بعضهم بعضا على ما ينفعهم، فهذه المشاورة لا شك أنها تجعل المسجد كالقلب النابض وكالجسم المتحرك المعمور بالحيوية.

التكافل:

وقد طبّق النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك في مسجده كما نعلم من حديث القوم الذين قدموا من مضر وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم تأثر من حالهم وشدة فقرهم ودعا الصحابة في المسجد لأن يتكافلوا معهم ويتبرعوا لهم، ثم فرح النبي - عليه الصلاة والسلام - بما رأى من صورة التكافل والتعاون.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المبحث الثاني: الخدمات التربوية التي يقدمها المسجد في فرنسا.

تنتشر في باريس واغلب المدن الفرنسية عديد المساجد والجوامع والمصليات بالمئات إن لم نقل بالآلاف، البعض منها وهو الأقل بني من الأصل على أساس أن يكون مسجدا كما هو الشأن بالنسبة للمسجد الكبير الواقع في المنطقة الخامسة بمدينة باريس وكذلك الأمر بالنسبة لمسجد ايفري الكبير، ومسجد مدينة ليون ومسجد مونتلاجولي فهذه المساجد وأخرى تلاحق تشييدها في السنوات الأخيرة هي ما بني ورخص فيه من قبل السلطات الفرنسية ولأجل ذلك فإنها لا تختلف في رحابتها وجماليتها وتعدد مرافقها عن المساجد والجوامع المشيدة في البلاد العربية والإسلامية. أما بقية المساجد والجوامع وهي الأكثر عددا وانتشارا فقد حولت إلى مساجد بعد أن كانت مستودعات ومصانع وكنائس وحتى عمارات ذات طوابق متعددة. وهذه المصليات التي وقع تحويلها إلى أماكن للصلاة تتفاوت في الاتساع والرحابة كما تتفاوت في توفر ما يحتاج إليه من فضاءات ومع ذلك فإنها جميعها تقوم بدور لا يستهان به في احتضان المحيطين بها من المسلمين سواء كانوا من المهاجرين وهم الأكثر عددا أو الفرنسيين الذين اهتدوا إلى الإسلام أو أولئك الذين تحصلوا على الجنسية الفرنسية بحسب ما تسمح به القوانين الفرنسية. وأعداد المسلمين في فرنسا في تزايد مستمر والإحصائيات الرسمية تفيد إنهم يتجاوزون الخمسة ملايين مسلم ليس كلهم يمارسون الشعائر الدينية ويرتادون المساجد والمصليات ومع ذلك فإنها تكتظ في رمضان والعيدين والجمعة بالرواد وهم من مختلف الفئات والأجيال واللافت للانتباه انه بينهم ومن ضمنهم أعداد "كبيرة من الشبان ممن هم دون الثلاثين والعشرين فيهم الإطارات العليا: (أطباء-محامون-أساتذة-مهندسون فنيون سامون وفيهم الطلبة والتلاميذ ومنهم العمال ومنهم من ينتظر العمل ويبحث عنه).

ويحرص هؤلاء الرواد للمساجد والمصليات على حضور الدروس والمحاضرات كما يشهدون بأعداد كبيرة الجمعة والعيدين وفي بعض المساجد والجوامع والمصليات ونظرا لاكتظاظها تزدحم بهم الشوارع المحيطة بالمساجد الكبرى وتتعطل بسببهم حركة المرور خصوصا في صلاة العيدين وصلاة القيام في شهر رمضان المعظم.

ولدى هؤلاء الرواد للمساجد والجوامع في مختلف الأحياء والمدن الفرنسية لهفة شديدة ورغبة قوية في التعرف على هدي دينهم الحنيف فتجدهم يسالون عما يبدو لأول وهلة معروفا نظرا لضعف زادهم الديني حيث لا يوجد إلى الآن حد أدنى من التعليم الديني يمكن تلقيه في مختلف مراحل التعليم (الأساسي والثانوي) كما أن وسائل الأعلام المسموعة والمرئية والمقروؤة لا تقدم مادة دينية اللهم إلا تلك الملفات والتحقيقات التي تتابع ما يجري في العالم العربي والإسلامي من أحداث أو ما تقدمه القناة الفرنسية الثانية كل يوم احد من حصة ذات صبغة حضارية.

لأجل ذلك فان ما تقدمه الفضائيات العربية الرسمية والخاصة من حصص دينية يلقى الاهتمام الكبير لدى أفراد الجالية التي تتواصل بالهاتف والفاكس مع هذه الفضائيات( 1 )

وإذا جاء إلى مساجد ومصليات الأحياء والمدن الفرنسية مبعوثون من البلدان المغاربية بمناسبة شهر رمضان المعظم فان كل الجاليات تستفيد من هذه البعثات وتحرص على استضافتها في المساجد التي ترتادها وحتى في جمعياتها ونواديها وبيوتها وتنهال على المبعوث الأسئلة الفقهية المتعلقة بالعبادات والمعاملات وكيفية التوفيق بين العيش في مجتمعات غير إسلامية والحفاظ على الهوية والشخصية الإسلامية. وقد بدت في السنوات الأخيرة معالم فقه يبحث في شؤون الجاليات المسلمة المقيمة في البلدان الغربية وصدرت في هذا الصدد عدة فتاوى كانت جوابا على أسئلة يكثر إلقاؤها والبحث لها عن أجوبة مقنعة.

وبعض هذه الأسئلة والاستفسارات وقع التوجه بها وإلقاؤها على الهيئات الشرعية في الأزهر الشريف (مجمع البحوث الإسلامية) وعلى المجالس الإسلامية والعلمية (في تونس والجزائر والمغرب) والبعض الآخر القي على أعضاء مجمعي الفقه الإسلامي في جدة ومكة المكرمة واغلب هذه الأسئلة تتعلق بالمسائل المستحدثة وأحكام التعامل مع أهل الكتاب في الزواج وفي الأكل (الذبائح) وغير ذلك كما تتعلق هذه الأسئلة بكيفية آداء الشعائر الدينية من صلاة وصيام وزكاة وغيرها.

والى أن يتهيأ للمسلمين المقيمين في فرنسا إيجاد هيكل يمثلهم أحسن تمثيل لدى الطرف الفرنسي بمختلف مكوناته فإن هؤلاء المسلمين يظلون في أمس الحاجة إلى من يتولى رعايتهم والإحاطة بهم لأجل ذلك تعددت في السنوات الأخيرة المبادرات للتنسيق بين مختلف المتدخلين من قائمين على شؤون المساجد والمصليات والجمعيات والهيآت الدينية إلى أن يتم هذا التنسيق ويبرز هذا الهيكل المتكامل فان دور بلدان الأصول المغاربية لا يستهان به والمردود الايجابي لبعثات هذه البلدان واضح وجلي وهي إذا ما نسقت فيما بينها من كل النواحي المادية والبشرية فإن النتائج ستكون أحسن بكثير مما هي عليه خصوصا وانه بين المنحدرين من أصول مغاربية أكثر من قاسم مشترك (فالدين واحد والعقيدة واحدة والمذهب واحد واللغة واحدة) وحتى المؤسسات المخرجة للعلماء الأعلام تكاد تكون موحدة فهما الزيتونة والقرويين.

وقد شهدت بداية القرن المنقضي شيئا من التنسيق الذي امتد إلى السنوات الأخيرة فعندما تعهدت فرنسا ببناء مسجد المنطقة الخامسة وتقديمه هدية لرعاياها من أبناء الشمال الإفريقي (تونس والجزائر والمغرب) عربون اعتراف منها بالجميل لمن سقطوا في ساحات القتال تحت العلم الفرنسي عندما تأسس هذا الجامع الذي يعد مفخرة عمرانية وآية في الجمال والروعة فإن من ساهموا في البناء والتجهيز والصيانة هم أبناء تونس والجزائر والمغرب على حد السواء. وهذا المسجد الجامع لا يزال منذ تأسيسه في العشرينات من القرن الماضي ملتقى المسلمين المغاربيين أولا ولكن كذلك أشقائهم المقيمين في باريس أو المارين بها من مختلف الجنسيات والألوان وانه لمشهد رائع يشبه إلى حد بعيد مشهد المسجد الحرام أو المسجد النبوي وذلك في صلاة كل جمعة وفي العيدين إنها أجناس وألوان وألسنة مختلفة تراها في أرجاء مسجد المنطقة الخامسة في باريس.

ومن عجيب الصدف أن هذا المسجد الجامع الذي تولت تسييره في البداية المملكة المغربية ثم تولت بعد ذلك الجزائر مهمة القيام عليه من عجيب الصدف أن أول من تولى إمامة جامع باريس هو الشيخ معاوية التميمي فقد صدر له الأمر من جمعية الحرمين الشريفين (وهي الجمعية القائمة على شؤون مسجد باريس) لتولي إمامة جامع باريس وذلك سنة 1943م كما تولى إمامة جامع باريس الشيخ العباس بن الشيخ الحسين (من الجزائر) وقد تلقى تعليمه من جامع الزيتونة وعلى أيدي شيوخه الأعلام تخرج وتولى إمامة جامع باريس الدكتور التيجاني الهدام وهو بالإضافة إلى اختصاصه كطبيب فانه اعد في الكلية الزيتونية أطروحة في العلوم الشرعية وتلقى على كبار شيوخها بالخصوص في التفسير وذلك إبان عمله كطبيب بالمستشفيات التونسية وعند توليه خطة سفير للجزائر بتونس.

وكبرهان على الصلة العميقة بين تونس ومسجد باريس فقد اعد السيد جلال بن حميدة المهندس والعضو السابق بمجلس النواب أطروحة حول مسجد باريس من الناحية المعمارية ومن الناحية التاريخية وهي وثيقة هامة وعمل علمي جاد قدم للمدرسة العليا للعمارة بباريس سنة 1985/ 1986 (2).

ومن أهم الخدمات التي يقدمها المسجد في فرنسا :

١- الدعوى :-

§       تقديم محاضرة دعوية كل يوم أحد .

§       تنظيم دورات ومؤتمرات شرعية يعملون كل سنة أربع مؤتمرات باللغة العربية وأربعة أخرى باللغة الانجليزية .

§       دورات شرعية تكون باللغة العربية والانجليزية في الفقه الحديث ومدتها حسب الظروف بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع .

§       ندوات أسبوعية تكون يوم السبت .

§       حلقات حفظ وتجويد القرآن الكريم للرجال والنساء للكبار والصغار ومتوسطها يومين إلى ثلاثة أيام في الأسبوع .

§       دورات لتحفيظ وتجويد القرآن الكريم من سن ٨ سنة إلى سن ١٧ سنة للبنين والبنات ومدتها ثلاثة شهور وسميت ( دار القرآن ) .

§       تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها للرجال والنساء .

§       طباعة كتب ومطويات باللغة العربية والانجليزية وتوزيعها مجانا .

§       طاولات دعوية وتكون في فترة الصيف .

§       التعاون ومساعدة الجمعيات الطلابية الإسلامية داخل الجامعات.

§       عمل معسكر صيفية تركز على ثلاثة أشياء :-

·       حفظ القرآن الكريم .

·       السيرة النبوية المطهرة .

·       الحياة الطبيعية والبيئة ,ويكون نصف اليوم ثقافي والنص الآخر نشاط رياضي ويقام هذا المعسكر بالمشاركة مع الشرطة لدعمهم ويتكفل البوليس بكل الملابس الرياضية والعربات التي تنقلهم والسن يكون من سن عشر سنوات إلى سبعة عشر سنة للطلبة المسلمين فقط .

-         وهذه التربية تكون في صالح المجتمع العام بأن يحافظوا على النشء وتربيتهم تربية صالحة بدلا من الانضمام إلى الجماعات الفاسدة .

-         دعوة المساجين للدخول في الإسلام ومراعاتهم بعد خروجهم من السجن ويعرفونهم على المسلمين حتى يحضروا معهم إلى المساجد للصلاة .

٢- التربوي والتعليمي .

-         مدارس نهاية الأسبوع يوم السبت للغة العربية والقرآن الكريم من الساعة العاشرة صباحا إلى الثالثة بعد العصر .

-         كما تقوم المساجد بدورها التربوي والتعليمي وذلك بتعليم اللغة العربية والدين الإسلامي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المبحث الثالث: المساجد في فرنسا.

1- اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا:

أصبح اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا من أكبر الفيدراليات الإسلامية, ويستمد هذا التنظيم الذي أنشئ سنة 1983 قوته من شبكة تضم أكثر من 200 جمعية تغطي مختلف ميادين الحياة الاجتماعية، ووفق النظرة الشمولية للإسلام الموروثة عن الاخوان المسلمين وهي حركة إسلامية انشئت في مصر عام 1928.

ويوجد مقر الاتحاد في المنطقة الصناعية ب "كورناف" في فرنسا. وهو الفرع الفرنسي من اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا. وينقسم اتحاد المنظمات الإسلامية فرنسا إلى 8 جهات إدارية, ممثلة فيها بمندوب, وهي تجزم بارتباط أكثر من 200 جمعية بها. وهي ذاتها مقسمة إلى ثلاث مجموعات حسب درجة الولاء والالتزام، فهناك العاملون (50 فردا) والاصدقاء (50 فردا) والمتعاطفون (100 فردا) وللاتحاد روابط مع جمعيات متخصصة تنشط في قطاعات خاصة فالعاملون من الشبان ينتمون إلى الشباب الإسلامي الفرنسي, أو إلى الطلبة المسلمين الفرنسيين. وللنساء المنتميات إلى الاحاد جمعية أيضا تسمى (الرابطة الفرنسية للمرأة المسلمة). وفي المجال الإنساني هناك اللجنة الخيرية ودعم فلسطين اما جمعية ابن سينا فتضم الأطباء. والاطارات الدينية تنتمي لجمعية أئمة فرنسا. وهناك المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية الكائن ب"سان ليجي دوفوجري" في "نياقر", ومن مهامه تكوين الأئمة والاطارت الدينية. نشهد ادن للنسيج الإسلامي وهو ما يتوافق والنظرة الشمولية للإسلام حسب ايديولوجية "الاخوان المسلمون"

أنشئ الاتحاد الإسلامي سنة 1983 في (مورثاي موزال) وكان طالبان أجنبيان وراء عملية التأسيس التونسي عبد الله بن منصور والعراقي محمود زهير كما اوضح دلك نيكولا بو في كتابه "باريس عاصمة عربية" الصادر عن دار ساي, وكان الاتحاد في بداية الأمر مجرد تجمع عائلي لاربع جمعيات ذات تنظيم سري وكانت قضية الخمار الإسلامي هي التي دفعت به إلى الواجهة الاعلامية: في أكتوبر 1989 قام الرئيس والسكرتير العام للاتحاد بزيارة ل "ارنست شنيير" مدير متوسطة "كراي" قصد اقناعه باعادة ادماج الفتيات الثلاث المبعدات عن مزاولة دروسهن كما قاموا بتوجيه رسالة مفتوحة للوزير الأول ميشال روكار يشرحون له فيها ان القرآن يفرض على المرأة ارتداء الخمار. وكان ذلك بداية الشهرة الاعلانمية. وفي سنة 1990 قام وزير الداخلية بيار جوكس بادخال عضوين من الاتحاد(عبد الله منصور وعمار لصفر) إلى مجلس التفكير حول الإسلام في فرنسا الذي انشاه(CORIF). وكانت سنة 1990 أيضا منعرجا إيديولوجيا وأصبح الاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا يسمى "اتحاد المنظمات الإسلامية "ل" فرنسا وهو مؤشر على وجود إرادة للمراهتة على توطيد دعائم الدين الإسلامي في فرنسا. ومع ذلك فان التسمية العربية للجمعية لم تتغير "في" فرنسا. وتحت إشراف أمينها العام عبد الله بن منصور, انخرط الاتحاد ضمن استراتيجية وحدوية مع باقي التنظيمات الإسلامية إذ راح البعض إلى حد اثارة مسالة الاختراق. ففي عام 1985 شاركت في تاسيس الفيدرالية الوطنية لمسلمي فرنسا التي هي في الاصل مبادرة لاحد الفرنسيين الذين اعتنقوا الإسلام (دانيال لوكليرك), ثم انه ابتداء من 1989 وما عرفته من ضغوط ذات صلة بقضية الكاتب سلمان رشدي وقضية " الخمار" اقتربت من مسجد باريس وشاركته في تاسيس الرابطة الوطنية لمسلمي فرنسا. وفي سنة 1993 استقال عبد الله بن منصور من منصب الامين العام للاتحاد, بسبب الانتقادات التي وجهت له عن الخط الانفرادي الدي سار فيه, وتم تعويضه بجماعة "بوردو" وأصبح الحاج تهامي براز رئيسا وفؤاد العلوي الامين العام الجديد، وهما طالبان مغربيان كانا قد التقيا في بوردو. اما تهامي براز فحاصل على دبلوم الدراسات المعمقة في العلوم السياسية، وفؤاد العلوي دكتور في طب الاعصاب وعلم النفس. وأغلب قادة الاتحاد ليسوا متخصصين في الدراسات الدينية باستثناء أحمد جاب الله الذي كان يدرس في الزيتونة (الجامعة الإسلامية بتونس) أما باقي المراجع الدينية للجمعية فموجودة في خارج فرنسا: أي شخصيات مرتبطة من قريب أو بعيد بالتنظيم الدولي للاخوان المسلمين: كالشيخ يوسف القرضاوي, العالم المشهور الذي له ظهور على فضائية الجزيرة كل يوم أحد ويسكن في قطر. ولقد كان سنة 2000 ضيف التجمع السنوي الكبير للاتحاد في البورجي وكدلك محفوظ نحناح رئيس حزب " حمس" المعترف به في الجزائر، ومن المواظبين على حضور هدا التجمع فيصل مولوي مسؤول الجماعة الإسلامية في لبنان وهو من اصدقاء الاتحاد وكدلك التونسي راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة الذي يعيش في المنفى (لندن) (2).

2- مسجد باريس الكبير:

إنه المسجد الاول والأكبر في فرنسا. بناه الفرنسيون بعد الحرب العالمية الأولى تكريما لحوالي مئة الف جندي مسلم سقطوا في الحرب دفاعا عن الجهورية، وهو ليس مجرد مبنى، وإنما نقطة ارتكاز مهمة لهوية أكثر من خمسة ملايين مسلم في فرنسا. انه «مسجد باريس الكبير» وهذه قصته.

يقع في الدائرة الخامسة في العاصمة الفرنسية باريس، وقد اشيد في العام 1926 على الطراز العربي الأندلسي على يد الجزائري قدور بن غبريط كبير موظفي سلطات الاستعمار الفرنسية في المغرب العربي. اما تاريخه، فيعود الى حقبة الاستعمار إذ ترجع فكرة بنائه الى العام 1842 قبل أن تطلق سفارة المغرب نداء لانشائه في العامين 1878 و1885.

في العام 1846 تم اقتراح مشروع لبناء مسجد ومدرسة إسلامية في باريس، ثم في مرسيليا، وقد تلاقت الظروف السياسية وبالتحديد احتلال الجزائر مع الظروف الدينية، خصوصا وان مسيحيي اوروبا عموما وفرنسا خصوصا، كانوا يعتبرون المسلمين أقرب اليهم من اليهود. لكن معارضة كل من وزارتي الدفاع والخارجية الفرنسيتين أبعدت المشروع عشر سنوات عن التداول.

في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 1856، حثت السفارة العثمانية في فرنسا السلطات على إصدار قرار بتخصيص قطعة ارض في منطقة «بيرلاشيز» للمسلمين تبلغ مساحتها حوالي 800 متر مربع كي يبنوا فيها مقابرهم فما كان من المسلمين الا ان أشادوا جامعا صغيرا يقيمون فيه الصلاة عن أمواتهم. كان ذلك اول جامع يرتفع على الاراضي الفرنسية. وفي العام 1914، تبرعت السلطات العثمانية بترميم هذا المسجد الصغير وتوسيعه لكن نشوب الحرب العالمية الاولى حال دون اتمام المشروع.

في الواقع، لم تدخل فكرة بناء المسجد عمليا حيز التنفيذ الا بعد الحرب العالمية الاولى، وتحديدا بعد معركة فردان أكثر المعارك شهرة أثناء الحرب، وقد وقعت في شهر شباط (فبراير) من العام 1916 عندما شنت القوات الألمانية هجومًا خاطفًا على المدينة. قتل في هذه المعركة ما يقارب سبعين ألفا من الجنود المسلمين المدافعين عن فردان. وما ان انتهت المعركة حتى سارعت السلطات الفرنسية الى انشاء جمعية للاوقاف الاسلامية في العام 1917 وكلفتها بإشادة جامع في باريس تكريما للجنود المسلمين الذين سقطوا في فردان وعن فرنسا.

في 19 اب (اغسطس) 1920 أصدرت السلطات الفرنسية قرارا قضى بتخصيص خمسمئة ألف فرنك فرنسي لبناء معهد اسلامي في باريس يضم مسجدا ومكتبة وقاعة محضرات، وقد وضع حجر الاساس في العام 1922. بناء المعهد استغرق اربع سنوات وتم افتتاحه في العام 1926 في حضور كل من الرئيس الفرنسي غاستون دومرغ وسلطان المغرب يوسف بن الحسن.

هندسة الجامع الكبير تشبه الى حد كبير هندسة جامع القرويين اقدم الجوامع وأجملها واكثرها اهمية على الاطلاق في مدينة فاس ثاني أكبر المدن المغربية. اما مهمة زخرفة الجامع وتزيينه، فقد أوكلت الى حرفيين من المغرب العربي أظهروا ابداعا غير مسبوق في الزخرفة، خصوصا في فن الزليج المغربي التقليدي مستخدمين فيه الوانا كالأزرق والاخضر.

الجامع يمتد على مساحة سبعة الاف وخمسمئة متر مربع، ويضم قاعة للصلاة مزينة على الطراز الاسلامي، مدرسة اسلامية، مكتبة، قاعة محاضرات، حدائق عربية خضراء تمتد على مساحة ثلاثة الاف وخمسمئة متر مربع، فيها نوافير مياه، فضلا عن بعض المطاعم والمحلات التجارية والحمامات السياحية. يذكر ايضا ان الجامع يتسع لأكثر من الف شخص ويسمح بدخول النساء، وهو مجهز بالكامل لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة. هذا الجامع والمعهد الاسلامي المجاور صنفا على انهما من المعالم التاريخية الفرنسية بموجب قرار صدر في 9 كانون الاول (ديسمبر) 1983، وقد اعطتهما السلطات الفرنسية رسميا لقب «إرث القرن العشرين».

بعد ان تتخطى عتبة البوابة الكبيرة المصنوعة من خشب السنديان والمطعمة بالبرونز تصل الى الرياض وهو مستوحى من حدائق الاندلس، حيث أحواض المياه والرخام الناصع البياض. وقبل ان تدخل قاعة الصلاة فناء تلجه ببوابة من خشب الارز حفرت عليها آيات قرآنية بالخط الكوفي.

والفناء مصمم على الطراز الاندلسي تحده أعمدة من الرخام تعلوها احجار الزمرد الحمراء التي تذكر بقصر الحمراء في غرناطة. اما الواح الفسيفساء والزليج المغربي التقليدي، فتغطي جدران الفناء وقد صممها ونفذها حرفيون من المغرب العربي وادخلوا عليها الالوان كالازرق والاخضر.

قاعة الصلاة معروفة بنورها الخفيف والدافئ الذي يتدفق من قناديل صغيرة معلقة وفي وسطها قبة ضخمة مثمنة الشكل من خشب الارز نحتها حرفيون مغاربة، وقد أدخلوا عليها الزجاج الملون كي يتسرب عبره النور. اما الثريا التي تتدلى من سقف القاعة، فقد صنعها حرفيو مدينة فاس المغربية من النحاس والحديد بتصميم يتفرد فيه جامع باريس. في القاعة ايضا منبران خشبيان رائعان احدهما قدمه ملك مصر فؤاد الاول والثاني كان هدية من تونس. اما السجاد، فهو ايضا ملفت للنظر إذ انه مشغول يدويا وقد قدمه شاه ايران. مئذنة الجامع مربعة الشكل، ترتفع الى ثلاثة وثلاثين مترا، وهي بيضاء تتداخل فيها زخرفات باللون الفيروزي الدافئ.

وأبرز ما يلفت السياح الحمامات التقليدية التي يغطي أرضها الرخام، وجدرانها ألواح الفسيفساء، وفيها نوافير مياه تضفي عليها جمالا وهي تفتح ابوابها يومي الاحد والاربعاء للرجال، وباقي ايام الاسبوع للنساء. في المعهد ايضا مطاعم تقليدية تقدم اطباقا خاصة بالمغرب العربي، والمسجد يفتح ابوابه يوميا للسياح ماعدا نهار الجمعة، والزيارة مجانية للمسلمين.

في خلال الحرب العالمية الثانية، شكل المسجد معقلا للمسلمين في فرنسا الذين قاوموا احتلال المانيا النازية، ومعروف أنه مبني على أرض تكثر فيها المغاور، لذلك كان الجزائريون الذين يقاتلون الى جانب الجيش الفرنسي ينقذون جيوش المظلات البريطانيين ويهربونهم من جديد عبر المغاور، كما كانوا يأوون في المسجد عائلاتهم وأقاربهم في انتظار ان يتم ترحيلهم الى المغرب العربي.

«جامع باريس الكبير» يعتبر ام الجوامع الفرنسية، وهو اليوم تحت ادارة عميده الجزائري دليل بوبكر. لكن، لطالما أثار هذا المسجد صراعات بين المغاربة والجزائريين في فرنسا اذ ان المغرب قد صرح مرات عدة بلسان ملكه السابق الحسن الثاني أن المسجد مشروع مغربي في الاساس خصوصا ان جده السلطان يوسف بن الحسن هو من اختار الارض التي سوف يبنى عليها، وكان من الفاعلين الاساسيين في البناء. هذه التصريحات المتكررة التي رفضها الجزائريون رفضا قاطعا دفعت بالمغاربة في فرنسا الى انشاء مسجد لهم في ضواحي باريس الجنوبية عرف بمسجد «أفري كوركورون». في 12 كانون الأول (ديسمبر) 2011 تم اطلاق مشروع بناء سقف متحرك امام قاعة الصلاة لحماية المصلين من العواصف والامطار.

هذا هو مسجد باريس الكبير الذي يخلد ذكرى جنود دفعوا حياتهم دفاعا عن فرنسا، وهو اليوم البيت الاسلامي الاول في اوروبا يصون حقوق المسلمين ويدافع عنهم ويحافظ على هويتهم.

3- مسجد عثمان بن عفان:

مسجد عثمان مسجد جديد يقع في جنوب شرق فرنسا في ضاحية فيلوربان الواقعة بالقرب من مدينة ليون, أفتتح في يوم الأول من شهر نيسان 2006 ، وهو مبني على مساحة تقدر بـ 1200 متر مربع وهو مكون من ثلاث طوابق مبنية على الطراز الغربي خصص أحدها ليكون مكتبة ضخمة وآخر ليكون مدرسة خاصة لتعليم العربية ومبادئ الدين الحنيف لأطفال المسلمين، إضافة إلى المصلى الرئيسي، وهناك طابق آخر تحت الأرض مخصص كموقف للسيارات, ويتسع هذا المسجد لحولي 1500 مصلي.

تم تمويل بناء هذا المسجد من قبل مسلمي فرنسا حيث بلغت التبرعات حوالي مليون يورو والذي أشرفت على تشييده الجمعية الثقافية الإسلامية بفرنسا منذ عام 2002، حيث بدأ في تشييد المسجد في تموز 2003. ( 1 ).

4- مسجد مرسيليا الكبير:

مسجد مرسيليا الكبير منذ وضع حجر الأساس لمشروع المسجد في شهر فبراير/شباط 2010 في مرسيليا في جنوب فرنسا لم يتم القيام بأي أعمال بناء في ظل اعتراض السكان وأصحاب المحال التجارية على ما يتطلبه البناء من أماكن لوقوف السيارات.

وتقدر اعتمادات بناء المسجد الكبير في مرسيليا، وهو الأكبر في أوروبا، بـ31 مليون دولار أمريكي، ويضم مئذنة بارتفاع 25 مترا ومصلى يتسع لسبعة آلاف شخص، ويتضمن مدرسة قرآنية ومكتبة ومطعما، وكان من المقرر افتتاحه العام المقبل.

5- المسجد الكبير في إيفري:

والمسجد الكبير في إيفري، في إيفري ، فرنسا ، هي أكبر مسجد في فرنسا واحدة من أكبر في أوروبا، تجاوزت في الحجم سوى مسجد روما من قبل و المسجد الأحمدي في لندن . ويرتبط المركز الثقافي مع المبنى.

وقد بدأت العملية في 1980s في وقت مبكر لجمع الأموال لبناء مسجد في إيفري. أدت النتائج المتواضعة لهذا الجهد إلى البحث عن تمويل إضافي من دول الخليج. السعودي الشيخ أكرم Aadja رأى أن تم الانتهاء من التمويل. تم وضع حجر الأساس في عام 1984، وبدأت أعمال البناء في عام 1985. وقد تم تمويل الديكور الداخلي من قبل الحسن الثاني مؤسسة.

افتتح المسجد بعد عشر سنوات، في عام 1995، وهو نفس العام كما إيفري دي كاتدرائية . كان عمل المهندس المعماري هنري بودو ، الذي شيدت العديد من المباني في الجزائر و تونس (2).

6- مسجد كولونيا المركزي:

مع دخول مسجد كولونيا المركزي مراحل بنائه الأخيرة تم مجدداً تأجيل موعد افتتاحه إلى عام 2013 بحسب التوقعات. وتهدف فكرة بناء هذا المسجد، الذي أثار جدلاً واسعاً عند الإعلان عنه، إلى تعزيز التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم.

فور إعلان الإتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية (ديتيب) عن مخطط بناء مسجد كولونيا المركزي، أُثير الكثير من الجدل سواء حول شكله المعماري ومدى ارتفاع مئذنتيه أو مكان تشييده أو حول الجالية المسلمة في مدينة كولونيا، لاسيما وأن المدينة التي يعود تاريخها إلى 2000 عام، تعد أقدم المدن الكبيرة في ألمانيا وتشتهر على المستوى العالمي بكاتدرائيتها القوطية وكنائسها الرومانية.

وقد تم تصميم المسجد، الذي سيكون واحداً من أكبر المساجد في أوروبا، على الطراز المعماري العثماني مع جدران زجاجية ومأذنتين وقبة. ومن المفترض أن يمثل المسجد مكاناً للقاء والتعارف بين الناس، وشكلاً من أشكال التفاعل بين الأديان الذي يهدف إلى تعزيز التعايش السلمي بينها.

وتم إنشاء هذا المبنى في الموقع المركزي للإتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية (ديتيب) عند شارع (فينلور شتراسه) عند زاوية شارع القناة الداخلية (إينيره كانال شتراسه) في منطقة (كولون-إيرنفلد)، حيث كان هذا المكان أيضاً مكاناً للصلاة على مدى 20 عاماً. وقام المهندس المعاري (باول بوم) بوضع المخطط المعماري للمسجد كبمنى على شكل قبة مع مئذنتين، حيث يتكون المبنى من 5 طوابق مع قبة مفتوحة إلى الأعلى يبلغ ارتفاعها 36,5 متراً ومئذنتين يبلغ ارتفاع كل منهما 55 متراً، ومن المفترض أن يستوعب حوالي 1200 مصلي. وبالإضافة إلى قاعة الصلاة المفتوحة سيشمل المجمع الممتد على مساحة 16000 متر مربع قاعة كبيرة تستقبل كل الناس من مختلف الأديان الذين يودون دخول المسجد، ومكتبة وفصول دراسية وقاعات للمحاضرات وأماكن للأعمال والإدارة وموقف للسيارات تحت الأرض.

وقبل بدء البناء أثارت مئذنتا المسجد جدلاً بسبب بعض وجهات النظر التي رأت أنهما مرتفعتان جداً، وكذلك بسبب موقع المسجد الذي يتواجد بين شارع عام مكتظ بحركة السير ومحطة للتزود بالوقود مما جعل البعض يعتر المكان غير لائق.

وفي 22 أغسطس 2007 رفض الاتحاد الإسلامي التركي (ديتيب) والمهندس (باول بوم) أن يُبنى المسجد مع مآذن منخفضة. وأوضح المهندس (باول بوم) أنه لا يمكن للمرء الوصول إلى بنية معمارية ملائمة من خلال الحلول الوسطى. ووفقاً لنموذج ورسومات كثيرة أوضح المهندس المعماري أن المسجد ينسجم بشكل جيد مع البيئة المعمارية. وهناك الكثير من مباني المكاتب القريبة والتي هي أعلى حتى من المئذنة المخطط لها.

وتبع ذلك الكثير من النقاشات سواء في وسائل الإعلام أو المجتمع أو مجلس مدينة كولونيا ليتم بعدها التوصل إلى حل يتمثل في أن يكون علو المئذنتين أقل من المخططات المعمارية الأولية.

وفي 23 يناير 2008 تم تقديم مخططات بناء جديدة. وفي 28 أغسطس 2008 وافق مجلس مدينة كولونيا أخيراً على التعديلات اللازمة لخطط البناء وتم بذلك وضع الأساس القانوني لبناء المسجد. وفي 7 نوفمبر 2008 منحت مدينة كولونيا رخصة البناء إلى الإتحاد الإسلامي التركي (ديتيب). أما في مايو 2009 فقد تم هدم المباني المتواجدة في موقع البناء ليتم في الأشهر التالية وضع أساسات البناء.

وتم في 7 نوفمبر 2009 وضع حجر الأساس للمبنى الجديد. وحضر الحدث حوالي 2000 ضيف، من بينهم وزير الدولة التركي (فاروق سيليك)، مفوض الإندماج بالحكومة (توماس كوفن)، ورئيس ديانت (علي برادكاوغلو)، والمهندس (باول بوم) وكذلك العمدة السابق لمدينة كولنيا (فريتس شراما) والعمدة الحالي (يورغن روترس). وفي الختام وبعد إلقاء الخطب قام المشاركون بشكل رمزي بملء حجر الأساس بالأسمنت ومن ثم نقله برافعة إلى حفرة البناء.

وفي 2 فبراير من العام 2011 أقيم احتفال البناء الذي يُسمى (ريشت فيست) وذلك بعدما تم الإنتهاء من بناء الهيكل الأساسي للقبة (الارتفاع 37 متراً) والمئذنتين (ارتفاع كل منهما 55 متراً). وكانت من المفترض افتتاح المبنى في عام 2011/2012، وأخيراً أصبح الافتتاح في مايو 2012. ولكن في 27 يونيو 2012 تم تأجيل موعد الافتتاح إلى عام 2013 بحسب التوقعات.

ومن الجدير بالذكر مدينة كولونيا، التي تقع على نهر الراين، تعتبر رابع أكبر المدن في ألمانيا مع عدد سكان يبلغ مليون نسمة، وتتمتع بسمعة دولية كواحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في ألمانيا. وتعد كاتدرائية كولونيا الشهيرة (كولنر دوم) ذات الطراز القوطي وأبراجها المميزة، أشهر معالم كولونيا. فهي تتواجد ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي كما تعتبر أولى المعالم السياحية التي تجذب الزوار في ألمانيا، حيث يزورها أكثر من 6 ملايين سائح سنوياً، وتعد كذلك واحدة من أكثر المباني الساحرة على مستوى العالم. وتحتوي هذه الكاتدرائية الرائعة ضريح الملوك الثلاثة الذهبي والعديد من الكنوز القيمة الأخرى، التي يوجد بعضها داخل الكاتدرائية نفسها، وبعضها الآخر داخل خزانة النفائس الواقعة أسفل مبنى الكاتدرائية. كما تضم كولونيا مجموعة فريدة وجذابة من اثنتي عشرة كنيسة رومانية، والتي تعد كل منها على حدة جوهرة من جواهر فن الهندسة المعمارية الخاص بكنائس القرون الوسطى. ومن المتوقع أن يتحول مبنى مسجد كولونيا المركزي إلى أيقونة معمارية جديدة تجذب الناس وتجمعهم ورمز للاندماج الناجح في ألمانيا.

مرافق ووحدات المجمع:

• قاعة للصلاة تتسع لحوالي 1200 مصلي، إلى جانب مرافق للوضوء

• معهد إسلامي ومركز للتربية الدينية الإسلامية

• أماكن للعمل على تعزيز التعاون الديني والثقافي

• مكتبة إسلامية وقاعة للمطالعة

• متحف للفن الإسلامي وأماكن أخرى للمعارض

• مبنى للإدارة خاص بالإتحاد الإسلامي التركي (ديتيب)

• مركز للشباب

• مركز للمرأة والعائلة والعمل الاجتماعي

• أماكن للعمل الصحفي والعلاقات العامة

• قاعة مؤتمرات متعددة الوظائف

• مركز تسوق

• موقف سيارات تحت الأرض

والمسجد بداخله قاعة صلاة تبلغ مساحتها 1050 مترا مربعا تتسع لنحو 1500 مصل. وكلفته تعدت 10 ملايين يورو دفع المغرب حصة قدرت بنحو 4 ملايين يورو وساهمت السعودية بـ 900 ألف يورو والكويت بـ 500 ألف يورو، فيما وصلت تبرعات المواطنين إلى مليونين ونصف المليون يورو، وأنفقت السلطات المحلية نحو مليوني يورو.

ولأن المبنى بسيط منسجم تماما في المشهد العام التقليدي لمدينة ستراسبورغ ولمنطقة الألزاس، أعربت السلطات المحلية عن فخرها لمشاركتها ماديا في المشروع، آملة في أن يساهم ذلك في تعزيز الصلة والروابط بين مواطني المنطقة وبين الأديان.

وحرص الجميع على التذكير بأن المسيحيين، كاثوليك وبروتستانت، واليهود وقفوا إلى جانب المسلمين في سعيهم لبناء المسجد، وتقدم روني غوتمان وهو حاخام الراين الأسفل أمام الحضور متحدثا باسم ديانات المنطقة مشيرا إلى أن ممثلي اليهود والمسيحيين دعموا المشروع في رسالة مكتوبة إلى بلدية ستراسبورغ في العام 1998. وقال غوتمان لفرانس 24 إن "أضعف الإيمان أن نتضامن مع المسلمين وهذا حقهم أن يكون لهم مكانا لائقا للعبادة".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثالث: دعم الأقلية الإسلامية في فرنسا لمواجهة التحديات .وفيه مبحثان:

المبحث الأول: التحديات التي تواجه الأقلية الإسلامية في فرنسا.

المبحث الثاني: جهود المملكة العربية السعودية في دعم الأقلية الإسلامية في فرنسا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المبحث الأول: التحديات التي تواجه الأقلية الإسلامية في فرنسا.

 

وتنقسم هذه التحديات الى قسمين.( 1 ):

أولاً: التحديات الداخلية:

1.      الزواج المختلط. وهو متفشي خصوصا في الشبان عكس الأجيال الأولى من المهاجرين.

2.      الخلافات بين الجمعيات والجماعات المسلمة.

3.      الجهل عند الشباب بوسطية الإسلام وقيمه السمحة مما يدفعهم إلى الذوبان أوإلى التعصّب.

4.      تعليم أطفال المسلمين على أسس متينة.

5.      المقابر الإسلامية الموجودة غير كافية.

ثانياً: التحديات الخارجية:

1.      التصوير الإعلامي السلبي للإسلام والمسلمين.

1.      عداوة اليمين المتطرف للعرب والمسلمين خصوصا الجبهه الوطنية.

2.      هناك مجلس الساعة وهو يميني متطرف. ويؤمن بالهوية الوطنية وهو معاد للوجود الإسلامي في فرنسا

3.      منع الطالبات المسلمات من ارتداء الحجاب في المدارس

4.      اقامة اشد العقوبات على المهاجرين غير الشرعيين المسلمين الذين يتوجهون إلى فرنسا

5.      صعوبة اقامة الشعائر الإسلامية في فرنسا

6.      بسبب الحركات الارهابية المدّعية للإسلام في فرنسا وفي العالم يخلط الرأي العام الفرنسي المسلمين بتهمة الارهاب وظهرت هذه التحديات خوفا من اعتناق أغلبية الفرنسيين للإسلام مما يؤدي إلى تغير أنظمة وقوانين وحتى الدستور الفرنسي وأيضا للمحافظة على ضعف التدين في فرنسا الذي يعطي الحرية المفرطة للفرنسيين في الامور الاجتماعية والسياسية وغيرها

 أهم المتطلبات التي يحتاجها المسلمون في فرنسا:

1.      تشيد المدارس الإسلامية النظامية.

2.      إقامة المقابر الإسلامية في المدن الكبرى.

3.      حل مشكلة الطعام الحلال في مناطق التجمع الإسلامي.

4.      نشر الثقافة الإسلامية وتنمية الوعي الديني

5.      المحافظة على الهوية الإسلامية.

6.      حل الخلافات بين الهيئات الإسلامية.

7.      مقاومة النعرة العنصرية بين الطوائف المسلمة.

8.      مقاومة العناصر التي تدعي الإسلام والجمعيات المزيفة.

9.      تكثيف نشاط الدعوة بين الشباب وإقامة المخيمات وعقد الندوات. ( 1 ) .

 

 

المبحث الثاني: جهود المملكة العربية السعودية في دعم الأقلية الإسلامية في فرنسا.

أولاً:تيسير أمر الحج للجالية المسلمة الفرنسية و تمكينهم من أداء الحج والعمرة:

انطلاقاً من اهتمامات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - في دعم الأقليات المسلمة في مختلف دول العالم تمت استضافة المملكة على نفقته جزاه الله خيراً أعداداً كبيرة من الحجاج والمعتمرين في كل عام.

هذا بالإضافة إلى مئات المسلمين من أنحاء العالم  الذين تستضيفهم الجهات السعودية بموافقة منه - رحمه الله - مثل رابطة العالم الإسلامي التي يكون في ضيافتها ما بين (400) إلى (500) من رجال الدعوة والفكر الإسلامي من أنحاء العالم ومثل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد التي تستضيف أعداداً كبيرة أيضاً، وكذلك وزارة الإعلام التي تعنى بالصحفيين ورجال الإعلام من سائر بلاد المسلمين.

وفي استضافة هؤلاء المسلمين وغيرهم في مواسم الحج يتم إلقاء محاضرات ثقافية ودروس توعية إسلامية يعرفون من خلالها بالثقافة الإسلامية الصحيحة وبالمحاورات والندوات والكتب التي تُوزع عليهم، بالإضافة إلى الاستماع منهم إلى شروح عن مشكلات المسلمين في بلدانهم.

لم يلبث مسلمو دول شرق أوروبا الجدد طويلا، بعد دخولهم في الإسلام حتى منّ الله عليهم بنعمة أخرى وهي التوجه إلى بيته الحرام لتأدية مناسك الحج.

فالمسلمون الجدد كانوا الأوفر حظا في الحصول على منحة العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، لاستضافة نحو 1000 من مسلمي أوروبا الشرقية لأداء مناسك الحج هذا العام على نفقته الخاصة، بحسب مصادر في المشيخات والمؤسسات الإسلامية بتلك الدول.

وحرصا على التوزيع العادل لهذه المنحة؛ فقد قامت سفارات السعودية في دول شرق أوروبا، بتوزيع حصص كل دولة والتي ترواحت ما بين 30 إلى 50 منحة على المؤسسات والمراكز الإسلامية والمشيخات بها، لكي تقوم مرة أخرى بتوزيعها على من تراه الأحق بها

كما صرح الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية والأوروبية برنار فاليرو بمناسبة الحج الكبير لعام 2010 حيث يتوقع مشاركة نحو 30 ألف مسلم من فرنسا ، اتخذت قنصليتنا في جدة التدابير الآتية: : تدابير للرصد خلال فترة الحج، فتح مكتب قنصلي في فندق ميركور في مكة سيؤمن توجيه 30 ألف حاج آتٍ من فرنسا بين السابع من تشرين الثاني / نوفمبر الى السادس من كانون الأول/ديسمبر2010 وإقامة مركز لتجمع الحجاج الفرنسيين قرب بوابة الحج في المطار. ولقد تم تحديث زاوية الصحة في باب "نصائح الى المسافرين" على موقع وزارة الشؤون الخارجية والأوروبية على الإنترنيت بتاريخ 15 أيلول/سبتمبر2010.

ثانياً: تمويل بناء المسجد الكبير في ستراسبورغ، وذلك بمبلغ خمسة ملايين ريال سعودي.:

بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين في فرنسا الدكتور محمد بن إسماعيل آل الشيخ، دشن وزير الداخلية مانويل فالس، نيابة عن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، مسجد ستراسبورغ الكبير وذلك وسط احتفال رسمي حضرته شخصيات رسمية فرنسية وإسلامية.

وقد ألقى وزير الداخلية الفرنسي كلمة في الحفل أشار فيها إلى أن المسجد كان حلما تحمله القلوب لكنه تحول إلى حقيقة على الأرض، مؤكدا أن مسلمي فرنسا يجب أن يتمتعوا بأماكن مقدسة لعبادتهم، و توجه بالشكر إلى المملكة إزاء مساهمتها في تمويل بناء المسجد الكبير في ستراسبورغ، وذلك بمبلغ خمسة ملايين ريال سعودي.

من جانبه، أوضح السفير الدكتور محمد بن إسماعيل آل الشيخ في تصريح صحفي على هامش الافتتاح بأن المشروع بدأ العمل فيه منذ العام 2007م، وذلك بعد موافقة سلطات إقليم الالزاس في تخصيص قطعة أرض بمساحة عشرة آلاف متر مربع لتضم مسجداً يتسع لقرابة ألفي مصلٍ.

وأضاف السفير قائلاً "خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) يحمل على عاتقه هموم المسلمين أينما كانوا" مضيفاً بأن توجيهات خادم الحرمين الشريفين تنص على دعم المسلمين في الدول الغربية بما فيها فرنسا بما يتلاءم ويتطابق مع قوانين الدول التي يعيشون فيها.

وأشار السفير إلى أن المملكة تعول على كافة ما تدعمه من مشاريع في نشر تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وتعاليمه التي تؤكد على نشر التسامح والتعايش بسلام، إضافة إلى تصحيح الصورة المغلوطة التي التصقت عند بعض أبناء الديانات والثقافات الأخرى".

من جهة أخرى ، ذكر رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد موسوي أن مبادرة المملكة سيكون لها الأثر الأكبر في قلوب أكثر من ستة ملايين مسلم يعيشون على الأراضي الفرنسية، بحكم أن هذا المشروع سيكون ثاني أكبر مسجد في أوروبا بعد مسجد روما، وذلك للمكانة الكبيرة التي تحتلها المدينة من خلال قانون محلي يسمح بممارسة الشعائر بحرية، على خلاف باقي مدن فرنسا التي يحرم فيها القانون على السلطات العمومية تمويل دُور العبادة أياً كانت طبيعتها.

هذا وتنبع أهمية هذا المسجد بوقوعه في مدينة ستراسبورغ، والتي تعد عاصمة الاتحاد الأوروبي، وتضم قرابة 20 مؤسسة أوروبية، منها: البرلمان الأوروبي، ومعهد حقوق الإنسان.(2) .

ثالثاً: دعم الأقليات المسلمة فكرياً وتعليمياً:

إن دعم الأقليات المسلمة فكرياً وتعليمياً يتمثل في نواح متعددة في عهده - رحمه الله -، من ذلك زيادة المنح الدراسية المقدمة لأبناء المسلمين في جامعات المملكة كما تقدم، ومن ذلك أن صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في شهر ربيع الأول 1421ه بوصفه الرئيس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة على قبول ألف طالب بالجامعة للعام الدراسي (1412ه) ينتمون لأكثر من (107) دول من مختلف أنحاء العالم بينهم كثيرون ممن ينتمون إلى الأقليات المسلمة، حيث يُعد المتخرجون من أبناء الأقليات في جامعات الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة الملك سعود، وجامعة أم القرى، وجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك فهد بالمئات، والجدير بالذكر أن كثيرين من هؤلاء يشغلون اليوم مواقع قيادية في بلدانهم بعد أن أكملوا دراساتهم في المملكة وعادوا إلى بلادهم، بل أصبح منهم وزراء وحُكام ولايات ورؤساء قضاة في بلادهم.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - يعتبر التواصل مع المسلمين وتقديم الدعم لهم وتعليم أبنائهم من منطلقات السياسة السعودية التي تتطلع إلى وحدة الصف الإسلامي، يقول - رحمه الله -:«هذه هي منطلقات سياستنا.. ولذا فإن على المؤمنين بالله من قادة المسلمين وعلمائهم مسؤولية كبرى في مؤازرتنا والسير في طريق الدعوة إلى الله وتطبيق أحكامه في شتى فروع الحياة، ونحن نمد لهم أيدينا بإخلاص لا تعكره ريبة، وبعزم لا يشوبه.

رابعاً: تزويد الأقليات المسلمة بنسخ من المصحف الشريف وترجمات معاني القرآن الكريم:

وجدت المملكة بحكم مكانتها أن من واجبها تمكين كل مسلم على وجه الأرض من الحصول على نسخة أو أكثر من المصحف الشريف أو ترجمة لمعانيه، وفي هذا النطاق لخدمة كتاب الله تعالى ثم من أجل خدمة المسلمين والأقليات الإسلامية، أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، وقد تم في المجمع طبع ملايين النسخ من المصاحف الشريفة، كما تم إنشاء مركز متخصص لترجمات معاني القرآن الكريم في المجمع ابتداءً من عام 1416ه وقد قام المجمع بإنجاز أكثر من ثلاثين ترجمة لمعاني القرآن الكريم بمختلف اللغات، وما يزال يواصل توثيق ترجمات أخرى وذلك ليتمكن أبناء الأقليات المسلمة الذين لا يعرفون اللغة العربية من أن يطلعوا على معاني القرآن الكريم باللغات التي يتقنونها.

وقد قام المجمع بتوزيع الملايين من نسخ الترجمات أيضاً باللغات المختلفة في البلدان التي تعيش فيها أقليات مسلمة.

خامساً: التبرعات المالية:

كان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - متابعاً لأحوال الجمعيات الإسلامية في العالم حتى كان من سمعه يتكلم يظن أنه ليس مهتماً بغيرها وكان حريصاً منذ أن كان ولياً للعهد على تقديم العون للأقليات والجاليات الإسلامية في كل مكان من العالم، وذلك بتبرعه قبل توليه الحكم بملايين الدولارات لمئات المشروعات الإسلامية سواء أكان ذلك بصفة مباشرة منه أم بإصدار أمره إلى الجهات السعودية التي تنفق عليها المملكة العربية السعودية من أجل أن تتمكن من مساعدة المشروعات الإسلامية في أنحاء العالم.

واشتملت المساعدات المذكورة على ميدان نشر الدعوة الإسلامية بين الأقليات والجاليات المسلمة.

ومن أجل المساعدة على تشييد المساجد وترميم ما يحتاج منها إلى ترميم وتوسعة ما يحتاج إلى توسعة في أنحاء المعمورة زاد - رحمه الله - تبرع الحكومة السنوي لصندوق المجلس الأعلى العالي للمساجد في رابطة العالم الإسلامي من خمسة عشر مليون ريال إلى عشرين مليون ريال.

إضافة إلى تقديم المساعدات الأخرى للمسلمين في بعض أنحاء العالم مثل تبرعه - رحمه الله - في شهر ربيع الأول من عام 1405ه بأكثر من نصف مليون فرنك فرنسي للجمعية الثقافية الإسلامية في مدينة (إيفري) الفرنسية للمساعدة في إنشاء مركز إسلامي ومسجد للمسلمين هناك.

هذه نماذج لمئات إن لم تكن آلاف المساعدات الشخصية التي قدمها الملك فهد - رحمه الله - لمساعدة الأقليات والجاليات المسلمة في أنحاء العالم، ولا يمكن حصر مساعداته للأقليات المسلمة في هذه الكلمة لكثرتها، وكل ذلك مضاف إلى مئات الملايين من الريالات التي تخصص للجهات التي تنفق منها على مثل هذه المساعدات مثل رابطة العالم الإسلامي ووزارة الشؤون الإسلامية.

عناية المملكةفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله -بالمساجد والمراكز والأكاديميات في بلدان الأقليات والجاليات المسلمة

قدمت المملكة الكثير من الدعم للهيئات والمنظمات الإسلامية وأقامت العديد من المراكز الإسلامية والمساجد لدورها في حياة المسلم اليومية.

وسعت المملكة إلى تحقيق رسالة المسجد والعناية بالمراكز الإسلامية وذلك عن طريق تمويل بناء المساجد والمراكز الإسلامية أو الإسهام في تنفيذها وتخصيص الأوقاف الاستثمارية لها.

وأشارت آخر الإحصاءات الحديثة إلى أن عدد المراكز الإسلامية التي أنشأتها المملكة (21) مركزاً أما المراكز التي أسهمت في إنشائها فإن عددها كثير، وبلغ عدد المساجد التي أنشأتها المملكة (5,000) مسجد وذلك في مختلف أنحاء العالم.

سادساً: بناء المساجد:

وساهمت المملكة في تمويل بناء المسجد الكبير في مدينة ستراسبورغ الفرنسية وذلك بمبلغ خمسة ملايين ريال سعودي.وتقوم السفارة السعودية في باريس بالإشراف وتقديم المساهمة السعودية على دفعات متفرقة لمقاول المشروع على أن يتم الانتهاء من بنائه في شهر رمضان القادم.وسلم سفير خادم الحرمين الشريفين في باريس الدكتور محمد بن إسماعيل آل الشيخ مدير المسجد مبلغ مائة وسبعة وستين ألف يورو تمثل الدفعة الأولى من مساهمة المملكة.

إلى ذلك أفاد السفير آل الشيخ في تصريح صحفي على أن السفارة عنيت بالتقيد بأنظمة المملكة وقوانين الجمهورية الفرنسية ذات الصلة ليتم إنجاز المشروع الذي بدأ العمل فيه منذ العام 2007 وذلك بعد موافقة سلطات إقليم الالزاس في تخصيص قطعة أرض بمساحة عشرة آلاف متر مربع لتضم مسجدا يتسع لحوالي ألفي مصلٍ ومركزا ثقافيا وتعليميا يعنى بعقد الندوات والمؤتمرات الخاصة بنشاطات ابناء المسلمين الفرنسيين في ستراسبورغ.وقال بأن الدفعات القادمة سيتم تسليمها بناء على مستخلصات يقدمها مهندس المشروع المكلف من قبل سلطات المدينة لمتابعة أعمال الشركة المنفذة.وأكد السفير آل الشيخ على أن المملكة تحمل على عاتقها هموم المسلمين أينما كانوا وتسعى لدعمهم وذلك تمشياً مع قوانين الدول التي يعيشون فيها معولا على هذا المشروع في أن يقدم رسالة التسامح السامية للدين الإسلامي وتصحيح الصورة المغلوطة التي التصقت به عند بعض أبناء الديانات والثقافات الاخرى.

وأفاد مدير المسجد على أن مبادرة المملكة سيكون لها الأثر الأكبر في قلوب أكثر من ستة ملايين مسلم يعيشون على الأراضي الفرنسية بحكم أن هذا المشروع سيكون ثاني أكبر مسجد في أوروبا بعد مسجد روما،وذلك للمكانة الثقيلة التي تحتلها المدينة من خلال قانون محلي يسمح بممارسة الشعائر بحرية كما يسمح للدولة بتمويل وصيانة المرافق الدينية على خلاف باقي مدن فرنسا التي يحرم فيها القانون على السلطات العمومية تمويل دُور العبادة أياً كانت طبيعتها.كما أشار الى الأهمية الكبيرة التي تحملها ستراسبورغ على الساحة الدولية باعتبارها عاصمة الاتحاد الأوروبي وتضم حوالي 20 مؤسسة أوروبية منها البرلمان الأوروبي ومعهد حقوق الإنسان.وأضاف أن المشروع سيجمع بين فن العمارة الإسلامي والطراز العمراني للمباني الفرنسية كما سيعلو المسجد مئذنة بارتفاع 30 متراً. (2) .

سابعاً: انشاء المعاهد القرآنية:

1-عدد المعاهد: 2 معهد

2-عدد طلاب المعاهد: 46 طالباً

3-تساهم الهيئة في ميزانية المعاهد القرآنية بمبلغ 138.000 ريال.

4-عدد الحفاظ والحافظات : 5 حفاظ وحافظات .

5-معهد تحفيظ القرآن الكريم بالكلية الأوربية- شاتوشينون:

6-يقع هذا المعهد في مساحة كبيرة ويتكون من مقر للإدارة وفصول للدراسة ومكتبة ومسجد وسكن للطلاب والطالبات ، وتدعم الهيئة رواتب المدرسين .

7-عدد طلاب المعهد 26 طالباً.

8-معهد تحفيظ القرآن الكريم بالكلية الأوربية- فرع باريس:

افتتح المعهد في عام 1422هـ، وعدد الطلاب 20 طالباً، وتدعم الهيئة هذا المعهد بالمساهمة في رواتب المدرسين ، ويعتبر فرعاً لمعهد شاتوشينون .

الأنشطة الأخرى والإنجازات :

1- قيام مسابقة قرآنية شارك فيها 108 متسابقاً ومتسابقة.

2- إقامة معرض تعريفي بالهيئة يحتوي على إصداراتها ولوحات عن تطور تعليم القرآن الكريم.

3- قام سعادة الأمين العام بزيارة إلى فرنسا حضر خلالها احتفال المسابقة القرآنية، وشارك في مؤتمر مسلمي أوربا الذي أقيم في باريس العاصمة الفرنسية.

4- قام فضيلة الشيخ أيمن رشدي سويد رئيس المجلس العلمي للهيئة بزيارة لمعهد القرآن الكريم في شاتوشينون .

5- الميزانية العامة:

بلغت الميزانية العامة لدولة فرنسا في هذا العام 138.000ريال سعودي شاملة للمعهدين، والمسابقة القرآنية. (2)

6- بمشاركة 160 متسابقاً...فرنسا تستضيف المسابقة القرآنية السابعة 

باريس: أقامت الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بالتعاون مع اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا والكلية الأوروبية للعلوم الإنسانية مؤخرا المسابقة القرآنية السابعة التي أقيمت في قصر المعارض بباريس.

وشارك في المسابقة، بحسب جريدة "الندوة" السعودية، 160 متسابقاً ومتسابقة واشتملت على سبعة فروع حفظ القرآن كاملاً و20 و15 جزءاً و10 و 5 أجزاء وجزءان وجزء واحد وتم تكوين لجنة تحكيم لفعاليات هذه المسابقة من أساتذة معهد تحفيظ القرآن الكريم (الكلية الأوروبية) بباريس.

وقد أقيم حفل تكريمي للمتسابقين بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم توالت الكلمات التي عبر فيها المتحدثون عن امتنانهم وسعادتهم بقيام هذه المسابقة وعبروا عن أهمية تعليم القرآن الكريم وحفظه لشباب الأمة الإسلامية وتحدثوا عن الآثار العظيمة التي تركتها المسابقة في نفوس جميع الحاضرين والطلاب بصفة خاصة.

وأشادوا في كلماتهم بالجهود التي تبذلها الهيئة العالمية في سبيل خدمة القرآن الكريم ورعاية طلابه على مستوى العالم وشكروا القائمين على تنظيم المسابقة منوهين بالأعمال الجليلة التي تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - إلى أبناء الأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض.

ثامناً: تفعيل دور الأقليات والدعم السياسي :

أثنى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ على ما قام به المجلس الفرنسي للدين الإسلامي من سعي للأهداف التي ينشد تحقيقها ورحب بالتعاون معه، لافتا إلى جهود المملكة في عمارة بيوت الله وإنشاء المراكز والهيئات الإسلامية وتقديم المنح الإغاثية والإنسانية وفق نهج يقوم على هدي الكتاب والسنة والتضامن الإسلامي؛ ويعنى بالتواصل مع الأقليات المسلمة للحفاظ على هويتها الإسلامية وليجعل منها عنصرا إيجابيا وفاعلا في الدول التي توجد فيها مع التزامها بأنظمة وقوانين وسيادة تلك الدول وقيم الاحترام والتسامح.

ونوه معاليه بجهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، والتواصل مع الأقليات المسلمة، وأثر الأقليات المسلمة في إبراز القدوة الحسنة في الإسلام، وإبراز معالم هذا الدين وتسامحه، مؤكدا أهمية اتباع الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، والحرص على جمع الكلمة وتعزيز التضامن بين المسلمين.

واختتم الوزير زيارة رسمية إلى فرنسا استمرت أياما عدة، استقبل خلالها رئيس المجلس الفرنسي للدين الإسلامي الدكتور محمد موساوي في مدينة باريس بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين في باريس الدكتور محمد بن إسماعيل آل الشيخ.

وقد رحب رئيس المجلس بالوزير أثناء اللقاء وعبر عن سعادته وأعضاء المجلس بهذه الزيارة.

وأشار موساوي إلى أن الحكومة الفرنسية أسهمت في تأسيس المجلس الفرنسي للدين الإسلامي بالتشاور مع أبرز أئمة المساجد ورؤساء ومسؤولي الجمعيات الإسلامية والشخصيات الإسلامية في فرنسا، وأعلن عن قيامه في شهر مايو 2003م ويعنى بالدفاع عن الإسلام ومصالحه في فرنسا والعناية بالمساجد وتشجيع الحوار بين الديانات وتمثيل المساجد لدى السلطات الفرنسية.

وبين أن المجلس حقق العديد من الإنجازات في مجال اختصاصه، مؤكدا رغبة المجلس في التواصل مع وزارات الشؤون الإسلامية في الدول العربية والإسلامية التي لها اهتمام بشؤون الأقليات المسلمة والهيئات الممثلة لها؛ وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والتعاون معها فما يخدم المسلمين في فرنسا ومساجدهم ومراكزهم، منوها بجهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين ومساهمتها في إقامة عدد من المراكز الإسلامية.

من جهة أخرى، أقام ملحق الشؤون الإسلامية في سفارة خادم الحرمين الشريفين في باريس عبدالله بن إبراهيم الفالح حفل عشاء تكريما للوزير الشيخ صالح آل الشيخ بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين في باريس وعدد من الشخصيات الإسلامية في فرنسا ورؤساء ملحقيات البعثة السعودية في فرنسا.

وألقى الفالح كلمة في هذه المناسبة رحب فيها بالوزير صالح آل الشيخ، وشكر المدعوين على إجابتهم الدعوة.

من جهته، أبدى آل الشيخ سعادته بزيارة مسجد باريس الكبير ، والالتقاء بعميده وأئمة المسجد، ولقائه برئيس المجلس الفرنسي للدين الإسلامي واطلاعه على ما يقوم به المسجد والمجلس من خدمة للإسلام والمسلمين في فرنسا ولقائه بجمع من الشخصيات الإسلامية في هذه المناسبة، وتبادل الحديث معهم.

كما زار مركز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- الإسلامي والثقافي في مدينة مونت لاجولي، رافقه فيها سفير خادم الحرمين الشريفين في باريس الدكتور محمد بن إسماعيل آل الشيخ، وكان في استقباله لدى وصوله مقر المركز مديره علي بن محمد بركه وإماما جامع المركز عمر الداوودي ومصطفى الصغيري. والتقى الشيخ بممثلي الفيدراليات والهيئات الإسلامية بفرنسا وبعمدة المدينة الحالي ميشيل فيالي، والعمدة الأسبق للمدينة والوزير السابق بيير بيدييه اللذين كانا لهما إسهامات ملموسة في تقديم التسهيلات اللازمة لإقامة المركز، وتم خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية والتقى كذلك بالمرشد العام للسجون في فرنسا السيد حسن الطالبي. وفي الختام، قام الوزير بزيارة للمدرسة السعودية في باريس حيث استقبله مديرها حمود الحمود وطلابها، واطلع على برامج المدرسة ونشاطاتها، واستمع إلى شرح موجز عن تاريخ إنشاء المدرسة ونشاطاتها المختلفة، وبعدها التقى معاليه بطلاب وطالبات المدرسة، وحثهم في كلمة ألقاها عليهم على الاجتهاد والمثابرة وإتباع الصراط المستقيم. ( 1 ).

ضمن النشاط الدعوي الذي تقوم به مكاتب الرابطة في العالم قام مكتب رابطة العالم الإسلامي في فرنسا بالتعاون مع مركز خادم الحرمين الشريفين في برنامج التعريف بالإسلام لغير المسلمين من الزوار بشرح أركان الإسلام باللغة الفرنسية لأكثر من ثلاثمائة شاب وشابة من طلبة المعاهد الكاثوليكية في المنطقة، كما شارك المكتب تطبيقا للمشروع المشترك بين المساجد المتعاونة مع الرابطة في تعويد بعض الأئمة على الخطابة والقيام بشعائر صلاة الجمعة والعيدين في مسجد طراب لفترة الحج.

وفي مجال المحاضرات التي تقام في مساجد فرنسا ساهم المكتب في تنظيم العديد من المحاضرات ففي مسجد السلام بمدينة أولناي سوبوا في ضواحي باريس أقيمت محاضرة حول حياة نبي الله يوسف عليه السلام ومحاضرة أخرى في مسجد طراب حول الثبات على الدين في البيئة الحالية وفي مسجد السنة بمدينة أورليان نظمت محاضرة حول تربية النشء ومحاضرة أخرى عن فضيلة القرآن الكريم والأشهر الحرم والهجرة النبوية وآداب المصلي والحلال وتأثيره في حياة القلوب كما قام المكتب بتوزيع مئات التراجم لمعاني القرآن الكريم والكتب بالتعاون مع سفارة خادم الحرمين الشريفين بباريس. وقام المكتب باستقبال عشرات الراغبين في اعتناق الإسلام وتوجيههم وشرح الإسلام لهم باللغة الفرنسية.

 

الخاتمة

        الحمد لله على توفيقه الذي يسر لي دراسة الدور التربوي الدعوي لبعض المساجد في إحدى الدول الغربية ، والتعرف على تاريخ وجود المسلمين في فرنسا ، ودور الطلبة والجالية الإسلامية والحكومات الإسلامية وخاصة المملكة العربية الإسلامية . في إقامة المساجد في الدول الغربية ، والعمل في الدعوة ونشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها والمساجد مركز الدعوة وتعليم الدين و اللغة العربية ، لغة القرآن الكريم وخصوصا للذين يولدون ويعيشون في تلك الدول .

 النتائج والتوصيات :

النتائج :

-         حكومات الدول العربية والإسلامية ساعدت في بناء هذه المساجد .

-         المملكة العربية والسعودية لها دور رائد في بناء هذه المساجد وإرسال الدعاة ونشر الدعوة الإسلامية في فرنسا.

-         الطلبة العرب والمسلمين والجاليات الإسلامية لهم دور عظيم في بناء ونجاح هذه المساجد .

-         تقوم حكومة المملكة العربية السعودية بمد هذه المساجد بالنسخ المترجمة لعاني القرآن الكريم بمختلف اللغات والكتب الإسلامية والمساعدات المالية والعينية مثل التمور .

-         بعض المساجد تقوم بطبع الكتب الإسلامية والمجلات الإسلامية التي تعمل على نشر الإسلام .

-         بعض المساجد تقوم بطبع لمعاني القرآن الكريم باللغة الانجليزية وتوزيعها على المسلمين وغيرهم .

-         تعمل هذه المساجد على نشر الدين الإسلامي بوسائل وطرق مختلفة ومنها المشاركة الإعلامية عن طريق التلفاز أو الراديو أو نشر الكتب والمطويات الإسلامية والطاولات الدعوية .

-         أي نقص في الموارد المالية يؤدي إلى نقص في أداء  المسجد وبالتالي عدم تحقيق الأهداف التي يتطلع إليها المسجد .

-         تعتبر الموارد المالية من أهم احتياجات المسجد المادية حتى يتمكن المسجد من تنفيذ خططه وبرامجه .

-         تحتاج المساجد إلى تأسيس وقف لتأمين مصدر ثابت للدخل لتغطية تكلفة الخدمات التي تقدمها .

-         بعض المساجد عليها ديون بسبب شراء تمليك أرض المسجد .

-         بعض المساجد عندها عجز في دفع فواتير المسجد مثل الكهرباء وغيرها .

-         بعض المساجد تحتاج إلى سجاد لتغطية أرضية المسجد وأجهزة كمبيوتر .

-         احتياج المساجد إلى القرآن الكريم المترجمة معانيه بعدة لغات .

-         احتياج مكتبة المساجد إلى كتب إسلامية مترجمة بعدة لغات .

-         في بعض المساجد تقام صلاة الجمعة والعيدين مرتين والخطبة مرة تكون باللغة العربية والأخرى بالانجليزية .

-         بعض المساجد تحتاج أئمة لمساعدتها في صلاة التراويح .

-         كثير من الغربيين يزورون المساجد الإسلامية وبعضهم يدخل في الدين الإسلامي من مختلف الأعمار .

-         بعض المساجد مستأجرة المكان .

 

الصعوبات والمشاكل التي تواجه المسلمين في بريطانيا :

·        مشكلة عدم الاستقرار فالكثير متردد بين الوطن الجديد والوطن بالرغم من أن الكثير منهم له في فرنسا سنوات كثيرة .

·        مشكلة الحفاظ على اللغة العربية للأجيال القادمة والخوف عليها من الانصهار ، ومشكلة التعليم والتمييز العنصري والديني .

·        المؤسسات الإسلامية بالرغم من أنها قدمت الشيء الجيد للجالية المسلمة الا انها أمام تحديات كثيرة منها : -

-         بعض المؤسسات مازالت تتخبط في أدائها وتدار وكأنها تعيش في الشرق والبعض يقلد أو يتنافس مع منظمات إسلامية أخرى

·        وضع قوانين في الدول الغربية لإذابة الشخصية المسلمة في مجتمعاتها بمختلف الطرق المباشرة وغيرها ، كوضع قانون منع الحجاب عند دخول المؤسسات الحكومية التعليمية .

·        منع إقامة المساجد وممارسة عباداتها .

·        منع إنشاء مدارس إسلامية .

·        الحالة الاقتصادية لهذه الأقليات منخفضة فالفقر والتخلف والبطالة تحيط بهذه الأقليات .

·        التعليم : تضع هذه الدول الشروط التعجيزية أمامهم منتهزة ضعف الإمكانات المادية (١) .

·        وقوع بعض المراكز تحت سيطرة بعض الدول وتوجهها توجيهات سياسية خاصة مقابل مساعدات لهذه المراكز .

·        عدم توفر الدعاة المتخصصين .

·        وقوع بعض هذه المراكز تحت سيطرة بعض ذوي الأفكار والميول الخاصة ذلك جعل وجود عدد من المتشددين في الدين يشرفون على هذه المراكز فأدى ذلك إلى ابتعاد المسلمين المقيمين في الخارج عن هذه المراكز .

·        سيطرة بعض الهيئات والمنظمات المعادية للإسلام على بعض هذه المراكز ومحاولة تشويه صورة الإسلام عن طريق نشر بعض الأفكار الشاذة التي لا تتفق مع تعاليم الإسلام الصحيحة .

·        المساعدات الكبيرة التي تمنح للإسماعيلية البهائيين والقاضيانين ومحاولة جلب اكبر عدد من المسلمين المقيمين في الخارج وضمهم إلى البهائية والقاضيانية  .

·        النشاط  الماسوني المركز في الخارج والداخل لتشويه صورة الإسلام من خلال بعض الكتاب الإسلاميين الذين يؤمنون بالفكر الماسوني ويشاركون في أنشطة محافلهم .

 

 

 

 

 

 

 

المصادر والمراجع

 

1- محمد يوسف الكاندهولي ، حياة الصحابة ، تحقيق / نايف العباس ومحمد على دولة دار العلم ، دمشق دار المنارة ، جدة ، ط٣ ، ١٤٠٥هـ ١٩٨٥ م . 

2- سنن ابن ماجة ، ط ١ ، ص ١٤٤ ، وسنن الدرامي ، باب المحافظة على الصلوات كتاب الصلاة ح١ ص ٢٧٨ ، ومستند أحمد بن حنبل ، حـ ٣ ، ص ٦٨ .

3- أخبار الدار ، مجلة تصدر عن دار الرعاية الإسلامية في بريطانيا ، العدد الأول السنة الأولى ، ٢٠٠٢م .

4- عبد الله ابو القاسم ، المسالك والممالك ، ط ٢ ، دار الكتاب اللبناني بيروت ، ١٤٢٥ هـ/ ٢٠٠٤ م   .

5- محمد عطية  الإبراشي – التربية الإسلامية وفلسفتها ، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر ، ط٣ ، ١٣٩٥ هـ /١٩٧٥ م .

6- عبد الفتاح أحمد حجاج ، التعليم الإسلامي ، دراسة تاريخية تحليلية مجلة كلية التربية جامعة الملك عبد العزيز ، مركز البحوث التربوية والنفسية بمكة المكرمة ، العدد الخامس ، رجب ١٤٠٠ هـ / مايو ١٩٨٠ م .

7- جورج عطية الكتاب في العالم الإسلامي ترجمة / عبد الستار الحلوجي عالم المعرفة شعبان ١٤٢٤ هـ أكتوبر ٢٠٠٤ م .

8-طلال عمر بافقيه ، أهم المشاكل التي تواجه الأقليات المسلمة ، التضامن الإسلامي ، مجلة إسلامية شهرية ، مرجع سابق ، السنة الثالثة والأربعون ، الجزء الحادي عشر ، جمادي الأولى ١٤٠٩هـ - يناير ١٩٨٩م .

9- صحيفة الرياض الإلكترونية ،الجمعة 7 رجب 1426هـ،العدد13563.

  10- صحيفة عكاظ ،الاحد  21 صفر 1433هـ،العدد3864 .

11- http://www.hqmi.org/service/index.php?op=se&sid=148

http://www.alukah.net/World_Muslims/0/37539  12- 

13-   Bruno Etienne, « Nos ancêtres les Sarrasins » in : hors série no 54 du Nouvel Observateur, « Les nouveaux penseurs de l’islam », avril mai 2004, p. 22-23
  14 -Soheib Bencheikh, Marianne et le Prophète, Ed. Grasset, Paris, 1998, p. 84


(1) سورة النور أيه ٣٦- ٣٧
(2)  محمد يوسف الكاندهولي ، حياة الصحابة ، تحقيق / نايف العباس ومحمد على دولة دار العلم ، دمشق دار المنارة ، جدة ، ط٣ ، ١٤٠٥هـ ١٩٨٥ م ، ح٣ ، ص ١٠٣ –  ١١١ 
 
(1) المرجع السابق ٢ ص  ١٠١- ١٠٢
(2)سنن ابن ماجة ، ط ١ ، ص ١٤٤ ، وسنن الدرامي ، باب المحافظة على الصلوات كتاب الصلاة ح١ ص ٢٧٨ ، ومستند أحمد بن حنبل ، حـ ٣ ، ص ٦٨ .
 
 
(1)  أخبار الدار ، مجلة تصدر عن دار الرعاية الإسلامية في بريطانيا ، العدد الأول السنة الأولى ، ٢٠٠٢م ، ص ١٠.
 
(2) عبد الله ابو القاسم ، المسالك والممالك ، ط ٢ ، دار الكتاب اللبناني بيروت ، ١٤٢٥ هـ/ ٢٠٠٤ م ، ص ١٢٦ .
 
 
(1) محمد عطية  الإبراشي – التربية الإسلامية وفلسفتها ، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر ، ط٣ ، ١٣٩٥ هـ /١٩٧٥ م ، ص ٤
(1) عبد الفتاح أحمد حجاج ، التعليم الإسلامي ، دراسة تاريخية تحليلية مجلة كلية التربية جامعة الملك عبد العزيز ، مركز البحوث التربوية والنفسية بمكة المكرمة ، العدد الخامس ، رجب ١٤٠٠ هـ / مايو ١٩٨٠ م ، ص ١٠٥.
(1) جورج عطية الكتاب في العالم الإسلامي ترجمة / عبد الستار الحلوجي عالم المعرفة شعبان ١٤٢٤ هـ أكتوبر ٢٠٠٤ م ،ص ٦٢.
 
(1)ياقوت المحمودي ، معجم البلدان ، مطبعة السعادة ، حـ ٨ ، ص ٣٥ .
(1) (2) London Muslim Center , 82 – 92 white chaple Road , London El THE page (5)
 
(1)  http://www.alukah.net/World_Muslims/0/37539
 
 
(1)  . Bruno Etienne, « Nos ancêtres les Sarrasins » in : hors série no 54 du Nouvel Observateur, « Les nouveaux penseurs de l’islam », avril mai 2004, p. 22-23
 
(2)  Soheib Bencheikh, Marianne et le Prophète, Ed. Grasset, Paris, 1998, p. 84.
 
(3)  Marianne Amar et Pierre, L'immigration en France au XXe siècle, Ed. Armand Colin, Paris, 1990, p. 156.
(1)  . (Soheib Bencheikh, «Marianne et le Prophète», p. 85)
(2)  . Marianne Amar et Pierre Milza, p. 224
 
(1)  Jonathan Laurence et Justin Vaïsse, Intégrerl'Islam, éd. Odile Jacob, 2007, p.38. ISBN 978-2-7381-1900-1
(1)  الأقليات المسلمة في أوروبا ، سيد عبد المجيد بكر.
(1)  http://www.alukah.net/World_Muslims/0/37539/
(2)  . http://www.mestaoui.com/spip.php?page=recherche&recherche
(1) http://www.alukah.net/World_Muslims/0/37539
(2)طلال عمر بافقيه ، أهم المشاكل التي تواجه الأقليات المسلمة ، التضامن الإسلامي ، مجلة إسلامية شهرية ، مرجع سابق ، السنة الثالثة والأربعون ، الجزء الحادي عشر ، جمادي الأولى ١٤٠٩هـ - يناير ١٩٨٩م ص ٧٢ – ٧٣ .
(1) http://www.alukah.net/World_Muslims/0/37539
(2)  صحيفة الرياض الإلكترونية ،الجمعة 7 رجب 1426هـ،العدد13563
(2)  صحيفة الرياض الإلكترونية ،الاثنين  21 محرم 1432هـ،العدد15526
(2)  موقع رابطة العالم الإسلامي ،http://www.hqmi.org/service/index.php?op=se&sid=148
(1)  صحيفة عكاظ ،الاحد  21 صفر 1433هـ،العدد3864 .

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم
    انا مفيمة في فرنسا واريد ان ادرس عبر المراسلة
    اعجبني برنامج الذي انتم علبه

    ردحذف